كل امة عظيمة يصنع تاريخها صفوة من ابنائها، يكونون بمثابة العقل المدبر الذي يرسم الاستراتيجيات والنظريات التي تساهم في عملية التطوير، وتحافظ على وحدة المجتمع وكيانه وقادرة على معالجة الازمات والتحدياتِ وكلما عظم شأن الامة وقدر لها ان تلعب دورا قياديا في تطوير الحضارة البشرية، تعددت المواهب والصفات التي يجب ان تتحلى بها الصفوة القائدةِ ومن اهم تلك الصفات: الوطنية والامانة والشجاعة والذكاء وتغليب المصلحة العامة والقدرة على التمييز بين الحق والباطلِ
|
انها مجموعة أطلقت على نفسها النخبة المثقفة، متوهمة انها تتميز عن غيرها بالذكاء والعبقرية، لذا تعتقد ان ما تقدمه من آراء ما هي إلا حقائق يجب التسليم بصحتها، ومن يعارضها فهو سطحي وغوغائيِ من هذا المنطلق تبنت الفكر الصهيوني الأميركي، وأرادت فرضه وترويجه على الشعب العربيِ ومن الغريب اننا نجد من بينهم من كان يحمل لواء الماركسية أو القومية العربية
|
للاعلام دور مهم في بناء العقول وتكوين الفكر وتوجهات الشعوب والامم، فاذا سيطر على مؤسساته جماعة فاضلة وجهته لنشر الفضيلة وتوعية الامة بمصالحها والحفاظ على سيادتهاِ اما اذا احتكره اصحاب المصالح الخاصة فسيوجهونه لخدمة مصالحهم ويتجاهلون آمال الشعوبِ وسيزداد الامر خطورة عندما ترتبط مصالح المسيطرين على الاعلام بمصالح اعداء الامةِ عندئذ سيصبح ذلك الاعلام اداة لتسميم عقول الشعوب وتضليل تفكيرها
|
تبنت سوريا هذا الموقف الشجاع، واستمالت اليه بعض الدول العربيةِ ولسوريا مواقفها المشرفة قديما وحديثا.
|
قدمت الحضارات القديمة نماذج رائعة من القيم والأخلاق، ساهمت في تهذيب خلق الإنسان والرقي بمشاعره، تحددت بموجبها معايير لقياس الخير والشر والتمييز بين الحق والباطلِ بينما خلت الحضارة المادية التي تقودها اميركا من أي قيم أو مشاعر انسانية، إذ يطغى عليها الجانب المادي واقتصاد السوق الذي يقيس كل شيء بمعيار الربح والخسارةِ وذلك لأنها حضارة مبتورة ليس لها جذور ثقافية، فبينما لعبت الثقافة دورا مهما في ترسيخ القيم في جميع الحضاراتِ فمثلا تستمد الحضارة العربية الاسلامية جذورها الثقافية من الحياة العربية قبل الاسلامِ
|