حسناً ما قامت به الحكومة من رفض لمقترح النواب الذين يطلقون على أنفسهم نواب الأغلبية، الخاص بشراء القروض، والذي سيكلف أكثر من 15 مليار دينار، وبما أن الدولة لا تملك هذا المبلغ فإنها ستضطر إلى الاستدانة، ومن ثم سيصبح إجمالي المبلغ مع فوائد الدين أكثر من 22 مليار دينار، وبررت ذلك الرفض لكلفته المالية العالية، ولانتفاء العدالة بين المواطنين، وأن تطبيقه سيضر بمستقبل الأجيال القادمة. ولعل سبباً واحداً من هذه الأسباب كفيل بأن يقنع أولئك النواب بالتخلي عن ذلك المقترح وغيره من المقترحات السيئة، كما رأى النائب الفاضل عبدالوهاب العيسى، الذي أكد أن عودته للمجلس إن كانت تتوقف ع
|
عجيب ومؤسف ما يقوم به بعض نواب مجلس الأمة، فما يتقدمون به من المقترحات المالية الباهظة التكاليف، ويطالبون الحكومة بتحقيقها، والتي سيؤدي تنفيذها حتما إلى إفلاس الدولة وضعف اقتصادها، ومن تلك المقترحات شراء المديونيات ورفع الرواتب ومعاشات المتقاعدين بدون دراسة، وتوزيع 20 في المئة من دخل الدولة على المواطنين. تؤكد هذه المطالب أن هؤلاء الأعضاء لا يكترثون بمصلحة الدولة ولا مستقبلها السياسي والاقتصادي
|
اقتضت مشيئة الله أن يجعل البشر مختلفين في طباعهم وقدراتهم وميولهم، قال تعالى: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ...». (هود 118-119). يرى المفسرون أن الله لو أراد لهدى الناس جميعا إلى دينه، فالله لا يعجزه شيء، ولكنه سبحانه أعطاهم حرية الاختيار ليحاسبهم على حسن اختيارهم، وهناك آيات أخرى توضح أن البشر يختلفون في أمور كثيرة، وجعل الله هذا الاختلاف والتنوع بين البشر آية من آياته الكونية، وذلك في مثل قوله جل وعلا: «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ»، فالبشر مختلفون في ألوانهم ولغاتهم وثقافتهم، وحاول العلماء وخصوصاً المهتمين بشؤون العلم والمعرفة، الاستفادة من هذا الاختلاف والتنوع بين البشر، لتطوي
|
خير وصف يوصف به بعض أعضاء هذا المجلس أنهم أعداء للشعب الكويتي، فما يتقدم به بعض أعضاء هذا المجلس من مقترحات شعبوية غير مدروسة، ويدعون أنهم يهدفون إلى خدمة الشعب الكويتي، هي في الحقيقة ضارة بمستقبل الدولة، وعلينا أن نتساءل: من الشعب الكويتي الذي يزعم هؤلاء النواب أنهم يعملون على خدمته ومساعدته؟ مفهوم الشعب من وجهة نظر هؤلاء النواب ينحصر في محموع الناخبين الذين زاروهم في دواوينهم وانتخبوهم، فهم يشعرون بفضل هؤلاء الناخبين عليهم، لأنهم أوصلوهم إلى كرسي النيابة، ومن ثم أصبحوا أصحاب نفوذ وشهرة ووجاهة، لذلك يتقدم هؤلاء النواب بتلك المقترحات الشعبوية لإرضاء ناخبيهم، حتى لو كان تنفيذها يهدد أمن الدولة المالي والسياسي والاجتماعي. ويبدو أن مثل هؤلاء النواب لا يكترثون بمستقبل الدولة، لأن اهتمام
|
برزت في هذا المجلس ظاهرتان سلبيتان خطيرتان على أمن الدولة ومستقبلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، تتمثل الأولى بالمقترحات المالية العبثية وغير المدروسة التي يقدمها بعض أعضاء هذا المجلس، وقد تؤدي الموافقة عليها وتنفيذها إلى التعجيل بإفلاس الدولة، ومن أمثلة تلك المقترحات إسقاط القروض وشراء الإجازات، وتوزيع 20% من دخل الدولة سنويا على المواطنين، وزيادة الرواتب، ولا نعرف رأي الحكومة في مثل هذه المقترحات فهي ساكتة، والسكوت يفسر غالبا بالرضا. علينا أن نقدر رأي الحكومات السابقة وكذلك مجالس الأمة منذ الاستقلال وحتى عهد المرحوم الشيخ صباح الأحمد، وكذلك مجالس الأمة السابقة، فكان من أهم الشعارات التي يرددونها، يجب أن نتقشف لنضمن مستقبلاً كريماً لأجيالنا القادمة.
|