الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
مدخل الي أصول التربية | رجوع
المفهوم الشامل للتربية :
- عرف التربية ( ستيوارت ميل ) : أن عملية التربية لا تشمل فقط ما نعمله لانفسنا أو ما يعمله الآخرين لنا بقصد تنشئتنا وتقريبنا من درجة الكمال ، ولكنها أيضا تشمل الآثار غير المباشرة التي تؤثر في أخلاقنا وطباعنا ومواهبنا الإنسانية مثل القانون ونظم الحكم ، والفنون الصناعية والنظم الاجتماعية ..الخ فكل ما يساعد علي صقل الفرد واخراجه بالشكل الذي ينتهي إليه جزء من التربية .

- أما ( ج. ف – نيللر ) فيري : أن التربية بمعناها الواسع تشير إلى أي فعل أو خبرة لها أثر في صياغة عقل الفرد أو خلقة أو قدرته الجسمية لدي أحد الأفراد والتربية بهذا المعني لا تنتهي علي الإطلاق ، فنحن نتعلم من خبراتنا عبر حياتنا فجميع أنواع الخبرة يمكن أن تعمل علي تثقيفنا ابتداء من قراءة الكتب حتى الترحال خارج البلاد .

- ( هرمان هورن ) يري : أن التربية هي العملية الخارجية للتوافق الممتاز مع الله من جانب الإنسان الحر الواعي الناضج جسميا وعقليا كما يعبر عن هذا التوافق في بيئة الإنسان العقلية والانفعالية والإرادية .

- في حين يري ( البابا بيوس الحادي عشر ) التربية : تتكون من إعداد الإنسان لما ينبغي أن يكون عليه ، ولما ينبغي أن يفعله علي الأرض ، بقصد بلوغ الغاية العليا التي خلق من أجلها وموضوع التربية هو تربية الإنسان تربية كلية .

هناك عدة تصورات لبعض المربين في العصر الحاضر ، نعتقد (( أنها قريبة من المفهوم الشامل للتربية))،
ومن هذه التصورات الذي يتبناه المربي الأمريكي ( جون ديوى ) :

والذي يعتقد فيه أن التربية تبدأ عن طريق مشاركة الفرد في الشعور الاجتماعي للجنس البشري ، وهذه المشاركة تبدأ بصورة لا شعورية منذ الولادة ، وهي تشكل باستمرار قوي الفرد ، وتشبع شعوره ، وتكون عاداته ، وعن طريق التربية اللاشعورية يشارك الفرد بالتدرج في الكنوز والذخائر العقلية والخلقية التي نجح المجتمع في جمعها ، ويصبح وريثا للمدنية كلها .

ولعملية التربية وجهان أو ناحيتان :
الوجه الأول : ناحية نفسية ، والثاني ناحية اجتماعية ، ولست إحداهما تابعة للأخرى أو خاضعة لها ، بل يعتقد من الناحية النفسية والاجتماعية ترتبط إحداهما بالأخرى في حياة الفرد .

خصائص المفهوم الشامل للتربية :
من أبرز ما يميز المفهوم الشامل للتربية تلك النظرة الشاملة المتكاملة ، فهو لا يركز علي جانب من الجوانب المهمة ويغفل عن أخري ، ولعل أهم خصائص هذا المفهوم :
  1. موضوع التربية : سيكون موضوع التربية في ظل هذا المفهوم الشامل ، الإنسان ، والمجتمع والأنسان بجميع جوانب شخصيته المتكاملة _ العقلية ، والجسمية ، والاجتماعية والخلقية والدينية _ والمجتمع بماضيه وحاضرة ومستقبلة ، وعلي هذا الأساس فأن ثقافة المجتمع بكل ما فيها من قيم وعادات وتقاليد وخبرة ومهارة ، ستصبح من المهام الأساسي في التربية ، وكذلك ستهتم بمشكلات المجتمع وآلامه وآماله ، وتطلعاته .

  2. الغاية من التربية : أن الغاية من التربية ستكون تنمية الشخصية الإنسانية المتكاملة ، وفي نفس الوقت سيكون الغرض ربط هذا النمو بالمجمع والبيئة التي يحيا فيها الفرد ، لإحداث نوع من التكيف والتوافق والانسجام بين الفرد والبيئة ، كما ستقوم التربية بدراسة احتياجات المجتمع ، ومن ثم ستعمل علي تحقيق تلك الاحتياجات والوفاء بها ، وعلي هذا الأساس سيكون الغرض الأساسي للتربية تكوين الأفراد الذين يؤثرون ويتأثرون في المجتمع ، ويستطيعون استغلال جميع الإمكانات المتاحة من أجل تطوير المجتمع والنهوض به .

  3. أساليب التربية ووسائلها : هناك عدد من الأساليب والطرق والوسائل التربوية ستصبح ذات أهمية في ظل هذا المفهوم فمثلا عملية الحفظ والتلقين سيعطي لها نوعا من الأهمية لأنها ستمكن الإنسان من تكوين القدرة التي تساعد علي المحافظة علي تراثه وتاريخه ، كما ستهتم التربية بأسلوب النقد والتحليل وتنمية التفكير العلمي لانه سيساعد الإنسان علي دراسة الحاضر والتعرف علي مشكلاته ، وتجسيدها وتقيميها ، والبحث عن الحلول المناسبة لها .

  4. الاهتمام بالناحية النظرية والمهنية : فالتربية في ظل المفهوم ستهتم بالجوانب التي تهم المجتمع والأنسان .

  5. التربية عملية مستمرة لا تبدأ أو تنتهي بزمن معين من عمر الإنسان أو بمرحلة دراسية معينة وانما تمتد مع الإنسان منذ ولادته ، وحتى نهاية الحياة .

أصول التربية 

هناك مجموعة من الأصول أو الأسس أو القواعد تعتمد عليها التربية ,وتستمد منها وظائفها وأهدافها ،وعمقها وتصوراتها مثل :الأسس الاجتماعية والتاريخية والفلسفية والنفسية .ومن المعروف أن هذة الأصول مستمدة من فروع العلوم المختلفة ,مثل :علم الاجتماع ,والنفس ,والاقتصاد ,والتاريخية ,والسياسة ,والعلوم الطبيعية ,وغيرها من العلوم التي تساعد على فهم جوانب التربية المختلفة .إذا فالتربية تستمد أصولها ونظرياتها ومادتها من مختلف فروع المعرفة الإنسانية .ولعل هذا قد أكسب التربية فوائد كبيرة ,منها أن تطور هذه العلوم ,وتقبل التربية للمستحدثات التي تظهر في مجالات تلك العلوم , ساعد التربية على تطوير مفاهيمها وأهدافها و وسائلها . .

الأصول الاجتماعية : 
وهي تلك الأصول التي تجعل التربية تهتم بالمجتمع الذي تعيش فيه ، فالتربية لا تعيش في فراغ بل تعيش في ظل مجتمع له قضاياه ومطالبه ، فهناك علاقة وثيقة بين التربية والمجتمع فالمجتمع يقدم العناية والرعاية اللازمتين للتعليم ، كما يقوم التعليم بدوره بخدمة المجتمع من خلال إسهام التعليم في النهوض به وتطويره ...
أن التربية تستمد الكثير من أهدافها ومناهجها ونظمها وأساليبها وأصولها من المجتمع ومن ثقافة المجتمع ومن قضاياه ومشكلاته ، وعلي هذا الأساس فلابد أن تتفاعل المناهج والبرامج الدراسية علي اعتبار أن المدرسة جزء من العملية التربوية .
أن هذا الدور الاجتماعي الذي تقوم به التربية قد عمق من وظيفتها وتغيرت النظرة إلى المعرفة التي تهتم بها التربية فأصبح لها مدلول اجتماعي ، ووظيفة اجتماعية ، فزاد هذا من أهمية التربية وتحولت النظرة إلى التربية من كونها عملية فردية إلى عملية اجتماعية وثقافية ، تشتق مقوماتها ومادتها من المجتمع وثقافته .

الأصول الفلسفية : 
هناك صلة وثيقة وقديمة بين الفلسفة والتربية فمعظم الفلاسفة في العصور القديمة والوسطي والحديثة يبدأون بالفلسفة وينتهون إلى فلسفة التربية ولقد كان ( سقراط ) يقول أن : الفلسفة والتربية مظهران مختلفان شئ واحد يمثل إحداهما فلسفة الحياة ويمثل الأخر طريقة تنفيذ هذه الفلسفة في شؤون الحياة.
ولكن ماهي الفلسفة ؟ أن المعني الحرفي لها هو حب الحكمة وهو مشتق من كلمتين يونانيتين ( فيليا وتعني الحب _ سوفيا وتعني الحكمة ) فالحكمة التي يحبها الفيلسوف تعني النظرة الناضجة ، والفكر الثاقب ، والفهم والإدراك الذي قد لا تستطيع المعرفة وحدها أن تؤكده .
أن الفلسفة تمثل البحث عن الحقيقة وعن المعرفة وتحاول فهم الحقيقة عن طريق تفسيرها بطرق وأساليب تتصف بالمنهجية والنظام والعمومية .. ويحدد ( أفلاطون ) معني كلمة فيلسوف : بأنه الذي يتذوق جميع أنواع المعلومات مع شغفة بها وميله الدائم للاستزادة ..
وهناك معني أخر لكلمة فلسفة وقد نعني بها وجهة النظر القائمة علي اعتقاد قوي ، والمتوصل إليها عن طريق نضج ودراسة وان الفلسفة بهذا المعني هي ما يحتاج إليها جميع المربين : من مدرسين وموجهين ، ومخططين للتربية وغيرهم أن جميع هؤلاء يجب أن تكون لهم فلسفة تربوية أي وجهة نظر في العمل التربوي الذي يقومون به .. ومما يدعم الارتباط بين التربية والفلسفة وجود قضايا تربوية عديدة يجب الوقوف عندها والتأمل فيها ودراستها بعمق وإثارة الكثير من التساؤلات حولها مثل : طبيعة الحياة والطبيعة الإنسانية والمجتمع والثقافة والأخلاق .. أن هذه الصلة الوثيقة بين التربية والفلسفة ترجع إلى أن كلا مهما بحاجة إلى الأخر .. فإذا كانت الفلسفة هي المجهود النظري الذي يحاول تفسير تلك

2/10/2011
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com