الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
أخطار تغيير مناهج التعليم العربي. وفق الرؤية الأميركية الإسرائيلية | رجوع
تتعرض الثقافة العربية الإسلامية إلى حملة إعلامية ظالمة تستهدف تشويه سمعة العرب والمسلمين وتصفهم بالارهاب، وتدعي ان مناهج التعليم في البلاد العربية والاسلامية تغرس مشاعر الكراهية لاميركا واسرائيل، وبخاصة مناهج الدين والتاريخ الإسلاميِ وتطالب بالتدخل في بناء مناهج التعليم العربي لايجاد تعليم عربي يضلل عقل الانسان العربي ويشوه له الحقائق لتكوين انسان عربي متسامح ضعيف الشخصية مسلوب الإرادةِ لا يشعر بانتماء لعقيدة او عروبة ولا يتحمس لقضية وطنية او اخلاقية، يعجب بالثقافة الاميركية ويعتبرها مثله الأعلىِ وهذا يعني ان اميركا لن تكتفي باحتلال المنطقة عسكريا ولا بمخاطبة الحكام الذين يذعنون لمطالبها واملاءاتها بل علاوة على ذلك تريد ان تحتل عقل الانسان العربي وتستقر في شخصيته، وتتحكم في مشاعره ظنا منهم انهم حين ينجحون في تكوين الانسان العربي بالصورة التي رسموها فإنهم سيخلقون منه انسانا مخدرا تسهل قيادته وتوجيهه ومن ثم تصبح السيطرة على المنطقة العربية واخضاعها للنفوذ الاميركي الاسرائيلي امرا سهلاِ وستسخر اميركا ما لديها من اموال ووسائل التكنولوجيا والاتصالات الحديثة وخبراء في مجال الإعلام والتعليم وعلم النفس وعملائها لتحقيق هذه الأهداف. 
من الخطأ ربط الارهاب بالعرب والمسلمينِ والحكم على الثقافة العربية الاسلامية بأنها منبع للارهاب واعتبار العرب والمسلمين اجمعين مذنبين لمجرد ظهور جماعة اسلامية متطرفة لم تثبت حتى الآن ادانتها فضلا عن انها كانت شاذة وغير محبوبة في المجتمعات العربية والاسلامية ولاتصل نسبتها الى 001،% من تعداد العرب والمسلمينِ فظاهرة الارهاب موجودة لدى كثير من الشعوب والأديان، تظهر عندما تتهيأ لها الظروف والعواملِ وتفيد الاحصائيات ان الهجمات الارهابية ضد اميركا حدث معظمها في اميركا اللاتينية والوسطى وهي دول مسيحية ويوجد ما يقرب من 200 منظمة ارهابية في اوروبا علاوة على المنظمات الصهيونية اليهودية المتطرفةِ فلم نسمع ان اميركا تصف المسيحية او اليهودية بالارهاب لوجود جماعات ارهابية من ابناء الديانتين في حين تصر على الصاق تهمة الارهاب بالعرب والمسلمين لمجرد ظهور تلك الجماعة الشاذةِ فأميركا، كما يقول المثل المسيحي، لا تريد ان ترى الخشبة التي في عينها ولكنها ترى القشة التي في عين العرب والمسلمين. 
ومن الغريب ان الإعلام الاميركي الذي شن حربا على العروبة والإسلام منذ احداث 11/9 استنكر المحاولات التي حاولت دراسة اسباب تلك الهجمات، واعتبر ذلك بمثابة دفاع عن الجريمة وتغاض عنها، إلا ان السبب الحقيقي وراء رفض الخوض في دراسة تلك الاسباب يرجع الى الخوف من ان يذكر اسم اسرائيل كأحد اسباب تلك الهجمات، بل ان الرئيس الاميركي عندما تساءل عن اسباب كراهية الآخرين لأميركا اجاب لأنهم يحسدوننا على الحرية التي نعيش فيها لأنهم يكرهون الحريةِ وفي هذا كبر على الآخرين وتحقير لفكرهم، فلا يوجد عاقل يكره العيش في جو من الحرية، ولكنه لا يريد ان يشير الى الاخطاء في سياسة اميركا الخارجية غير العادلة التي تسبب الكراهية لأميركا. 
وفي ردنا على من يتهم الدين الاسلامي بأنه منبع للارهاب سنشير الى بعض مما كتبه فقهاء هذه الأمة وعلماؤها الذين كرسوا حياتهم لخدمة هذا الدين، حيث اكد جمهور الفقهاء على مجموعة من الضوابط في مجال الحرب والفتن والارهاب، وهو المجال الذي نحن بصددهِ ومن اهمها: ان حياة الانسان، اي انسان، مقدسة في شريعة الإسلام، وان الاعتداء على انسان واحد في نظر الاسلام يعتبر اعتداء على البشرية جميعاِ وحرموا شن الحرب على الدول غير الاسلامية الا بسبب عدوانها او تهديدها بالخطر على الدول الاسلامية، وحرموا انتهاك المعاهدات والمواثيق والخيانة والهجوم على العدو قبل انذاره، ونهوا عن قتل النساء والاطفال والشيوخ والنساك والعبيد والمسالمين الا اذا قاتلوكم، ونهوا عن التمثيل في القتلى وقتل الاسرى حتى لو فعل العدو ذلك، وسموا الجماعات الاسلامية المتطرفة التي تتخذ من العنف وسيلة لها بالمفسدين في الارض او المحاربين الذين يحاربون المجتمع، واوجبوا محاربتهم ومحاربة من يؤويهم. 
قدم الفقهاء تلك الآراء في القرن ال4 وال5 ه ابان قوة الدولة الاسلامية، اي والمسلمون في موقع الصدارة والتفوق والسمو الحضاري وليسوا في موقع الضعف والخوف والاحباطِ قدموها في معاهد التعليم بعيدين عن ضغط الحكومات معتمدين على نصوص من الكتاب والسنة. 
ونريد ان ندعم تلك الآراء بقول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو نبي المسلمين وقدوتهم: 'اللهم ارني الحق حقا وارزقني اتباعهِ وارني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه'. 
فهذا النص وغيره من النصوص التي تحث المسلمين على توخي العدالة مع الناس جميعا، مسلمين وغير مسلمين اصدقاء او اعداء، تحدد المنهج الذي يجب ان يتبعه العرب والمسلمونِ وان الاعتصام بهذا المنهج كفيل بالرد على تلك الافتراءات التي تقودها اميركا والتي تصف العرب والمسلمين بالارهاب، فلا يعقل ان يكون دين، هذا نبيه وهذه قيمه ومبادئه، منبعا للارهاب. 
وبالرغم من ان كراهية الدين الاسلامي للظلم والعنف والارهاب واضحة، وكذلك ميله للعدالة، ومع ذلك تصر اميركا على الصاق تهمة الارهاب بالعرب والمسلمين وعلى وصف الثقافة العربية والاسلامية بانها منبع الارهابِ مما يدل على انها تحمل عداء مبطنا للعرب والمسلمين وتخطط لارتكاب اعمال وحشية ضدهمِ لذلك يجب دراسة اسباب ذلك العداء ومعرفة نوايا اميركا الشريرة في المنطقةِ فانها قد تريد ان تتخذ من تلك الحملة ذريعة لتبرير ما ارتكبته من اعمال وحشية في افغانستان وما ارتكبته وترتكبه حليفتها اسرائيل من جرائم ضد الشعب الفلسطيني، وما تنوي ان ترتكبه من جرائم ضد الشعوب العربية والاسلامية، فهذه الدول والشعوب اصبحت من وجهة نظرها محورا للشر تكره اصدقاءها الاسرائيليين، لذا يجب معاقبتها ومحاربتهاِ كما يجب العبث في مناهج التعليم العربي والاسلامي لتشويه الثقافة العربية والاسلامية واقتلاعها من صدور المسلمينِ يقول تعالى 'ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا' ان تشويه الثقافة العربية الاسلامية للاجيال العربية المسلمة القادمة ونزعها من صدورهم هي اشرس انواع الحروب ضد هذه الامةِ قال الرئىس بوش في بداية هذه الحملة 'انه يريد ان يجعلها حملة صليبية' ثم اعتذر عن ذلكِ ولكن الاحداث التي اعقبت ذلك تدل بوضوح على انه كان صادقا في ذلك القولِ ويعبر عن حقيقة ما يدور في مشاعره ومشاعر افراد ادارته واركان جيشهِ انهم يكتلون العالم ضد العرب والمسلمينِ لقد ذهب اربعة رؤساء دول عربية (مصر والسعودية والمغرب والاردن) وعرضوا على الادارة الاميركية آراءهم في السلامِ لقد ضرب بتلك الآراء عرض الحائط واخذ برأي المجرم شارون ليؤكد عداءه للمنطقةِ فهل بامكان هذه الامة ان تستيقظ وتوحد صفوفها وكلمتها وتزيل ما بينها من ضغائن زرعتها اميركا ليدفعوا عنهم شرور هذه الدولة؟


6/15/2002
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com