الأبعاد الخطيرة للتحالف الاميركي الصهيوني ضد العروبة والاسلام | رجوع
لم تكن الولايات المتحدة قادرة على تحقيق تلك النجاحات السريعة في حربها ضد الارهاب لولا المساعدات العربية والاسلامية التي قدمت لهاِ ولم يكن يدور في ذهن احد من العرب او المسلمين ان تقابل اميركا الجميل العربي والاسلامي بالاساءة والجحود فتفاجئنا، بعد ان انهت حكومة طالبان وشكلت حكومة خاضعة لارادتها، بأن تتنكر للدول العربية والاسلامية وتقلب لها ظهر المجن وتقف الى جانب اعدائها، فحرضت الهند على ضرب باكستان ومن يتمعن في تصريحات الرئيس الهندي فسيدرك من خلال لهجته المتعجرفة انه يتشبه بلهجة المجرم شارون والرئىس بوشِ فهو لا يرغب في التراجع بل يحشد الجيوش ويستعد لضرب باكستان، فهذا الموقف الهندي لم نشهد له مثيلا في تاريخ البلدين، ولم يكن ليحدث لو لم يلق الدعم الاميركي والحليفة اسرائيل التي زارها وزير خارجيتها وشجعها على ضرب باكستانِ كما نجد جميع التصريحات الاميركية تصب جام غضبها على باكستان وتوجه اللوم اليها!ِ والسبب وراء هذا كله ان باكستان دولة مسلمة وتملك سلاحا نوويا، ولا يجوز في شرع الصهيونية وحليفتها اميركا ان تملك دولة اسلامية سلاحا نوويا، لذلك لابد من التفكير بالوسائل التي تساعد على تجريد هذه الدولة من سلاحها النووي. كما وقفت اميركا بلا رحمة تشجع الارهابي شارون على ذبح الشعب الفلسطيني، فدمر المنشآت وهدم البيوت على سكانها بآلة الحرب والدمار الاميركية، ليخرج من بقي منهم على قيد الحياة في العراء بلا مأوى في ليالي الشتاء الباردة والممطرة والمظلمةِ فبينما يهتز الضمير العالمي لهذه الجرائم الوحشية وتستنكرها دول الاتحاد الاوروبي وبعض الوزراء الاسرائيليين وبعض افراد الشعب الاسرائيلي ورئىس البرلمان الاسرائيلي وبعض افراد الجيش الاسرائيلي، تقف الادارة الاميركية بلا خجل ولاحياء تشجع هذا العدوان والارهاب وتطالب الارهابي شارون بالمزيد والاستمرار في حبس رئىس السلطة الفلسطينية حتى يخضع الشعب الفلسطيني لشروط شارون والادارة الاميركية. ماذا قدمت اسرائيل لاميركا وللشعب الاميركي حتى تحظى بهذا الدعم الهائل؟ لقد قدمت الدول العربية والاسلامية مساعدات كبيرة لاميركا في حربها ضد الارهاب، وتفتح اسواقها الواسعة للتبادل التجاري معها، فهي اذا عامل قوي في انعاش الاقتصاد الاميركيِ بينما لم تقدم لها اسرائيل سوى النزف من الخزانة الاميركية ومن اموال الشعب الاميركي. فلماذا تقابل اميركا الاحسان العربي بالاساءة؟ وتتعاطف مع الصهيونية المتطرفة ضد العروبة والاسلام؟ قد يرجع البعض هذا لاسباب تاريخية فيعتقد ان هناك عداء وتعاونا تاريخيا بين اليهودية والمسيحية ضد العروبة والاسلام، ويستشهد على ذلك ببعض الآيات من القرآن الكريم مثل 'ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم' و'قالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا' و'قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى 'وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه' الى غير ذلك من نصوص القرآن او نصوص العهد القديم والجديدِ واعتقد ان هذا رأي غير صحيح بدليل ان اوروبا الغربية وجميعها دول مسيحية تستنكر بشدة جرائم شارون والموقف الاميركي المؤيد لهِ وجميع المواطنين العرب المسيحيين يقفون بشدة الى جانب الحق العربيِ بل هناك اسرائىليون ويهود يستنكرون جرائم شارونِ اذا ما هو السبب الحقيقي؟. قد يكون سبب هذا العداء خضوع الادارة الاميركية للوبي الصهيوني فأصبحت بهذا الخضوع تتبنى الاكاذيب الصهيونية المعادية للعرب والمسلمين، وبرز من خلال ذلك نوع من التحالف بين يهودية متطرفة ويمين مسيحي متطرف يكره العرب والمسلمينِ ولقد عبر عن هذا العداء الرئىس الاميركي الاسبق نيكسون في كتابه الصادر عام 92 عندما اكد ان معظم الشعب الاميركي يكره العرب والمسلمين، وارجع سبب الكراهية لانتماء الشعبين لحضارتين متعارضتين وان الشعب الاميركي ينظر الى الحضارة العربية نظرة دونية، وأعتقد ان وقوع صراع بين الحضارتين امر لا مفر منه، كما رأى بعض المفكرين الاميركيين بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي ان العدو الآن هم العرب والمسلمون. لذلك نعتقد ان ما تقوم به اميركا في حربها ضد العروبة والاسلام لا يتناسب اطلاقا مع احداث 11/9، فاذا كانت خسرت في تلك الاحداث برجين وخمسة الاف ضحية، فانها قد قتلت حتى الان ما يربو عن 40 الف مدني بريء من الشعب الافغاني، وهدمت آلاف المساكن والمدارس والمساجد، وحرقت الاخضر واليابس والطبيعة الافغانية، وانهت حكومة طالبان واقامت حكومة خاضعة لارادتها، ومع ذلك فهي مازالت تدعي ان الحرب مازالت في بدايتها وانها ستأخذ ابعادا لا يعلمها الا الله، فهي تقف مع الهند ضد باكستان ومع الروس ضد الشيشان ومع شارون ضد الشعب الفلسطيني ومع حكومة الفلبين ضد الاقلية الاسلامية التي تدافع عن حقوقها المشروعة ناهيك عن المعاملة الوحشية للاسرى. ومن الوسائل التي اتبعتها في تلك الحرب انها ارسلت خبراء لمراجعة اعمال الخير في البلاد العربية والاسلامية ومراقبتها، قاموا بمراجعة البنوك المركزية والوزارات والجمعيات المعنية، انها تريد منع اموال المسلمين من نشر الاسلام ومساعدة المحتاجين من المسلمين لتترك المجال مفتوحا امام المنظمات الاميركية والصهيونية لنشر افكارها السامة، كما تريد ان تراقب مناهج التعليم في البلاد العربية والاسلامية، انها تريد التدخل في مناهج الدين والتاريخ والادب وجميع المواد التي تغرس الروح الوطنية والعربية والاسلامية. ان البلاد العربية لم تعرف حتى ايام الاحتلال البريطاني والفرنسي مثل هذا الذل الذي تريد ان تفرضه اميركا وحليفتها الصهيونية عليناِ ومن المخجل ان تجدلها عملاء من ابناء العروبة والاسلام سيكونون ذراعها الايمن في تحقيق اهدافها الشريرة، وسيتخذون من احداث 11 سبتمبر ذريعة لتحطيم المجتمع العربي المسلم وتدمير ثقافته، حيث اعلن هؤلاء العملاء بكل وقاحة وبلا خجل، سواء في مقالاتهم اواحاديثهم في الدواوين او الفضائيات انهم سيكونون خير معين لانجاح اهداف التحالف الاميركي الصهيوني، معتقدين ان النفوذ الصهيوني الاميركي سيساعدهم على نمو ثروتهم وعلى تقلد العديد من المناصب القيادية في الدولة، واشدها خطورة القيادة التربوية، حتى يتسنى لهم ان يعلموا الانسان العربي والمرأة العربية والطفل العربي الثقافة التي ستختارها اميركا وحليفتها الصهيونية ليربوهم على كراهية العرب والمسلمين، والولاء لاميركا والصهيونية والاعجاب بالحضارة الاميركية والانبهار بها. فهل لنا القدرة ونحن في هذا الضعف والهوان والتشرذم العربي ان نحارب في عدة جبهات؟ نحارب اميركا والصهيونية والمنافقين من العرب والمسلمين الذين يعيشون بيننا، وسيتحولون الى اعداء لنا من الداخل ومعاول هدم لمجتمعنا!.
4/2/2002
|