الكويت تدعم التضامن العربي دائما | رجوع
لما تبين للكويت ان المصلحة العربية تقتضي ترتيب البيت العربي من الداخل ومعالجة التمزق الذي لحق بالجسم العربي نتيجة للعدوان العراقي، لم تتردد في ان تبارك التضامن والمصلحة العربية واعلنت انها لن تقف حجر عثرة في وجه تلك المصالحةِ لذلك ايدت الافكار التي ارتآها القادة العرب التي تدعو الى رفع المعاناة عن الشعب العراقيِ وتوهم البعض ان هذا الموقف نابع من ضعف، فبدأ ينتقد الحكومة ويصفها بالجبن والضعف والتواطؤ مع اعداء الكويت الى غير ذلك من العبارات التي تدل على ضعف القدرات العقلية لمستوى المحتجين وعدم تمكنهم من الارتفاع الى مستوى الاحداث والنظر اليها من زوايا واسعة ومتعددة ليتفهموا موقف دولتهم المعبر عن فكر راق ونبيل لانه ادرك اهمية التضامن والتعاون العربي لتنمية المنطقة ولمواجهة الظروف الخطيرة التي تمر بهاِ فالامة العربية لن تستطيع ان تحقق نهضة او تقدما ولا تستطيع مساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم وهي بهذه الحالة المزرية من التشرذم والتمزقِ ومن الخطورة على الكويت، حكومة وشعبا، ان يقول التاريخ العربي ان الكويت افشلت التضامن العربي في وقت كانت الامة بحاجة ماسة اليه، من اجل هذا كله ارتفعت الكويت فوق جروحها ووضعت يدها في ايدي الاشقاء الذين نادوا بالتضامن والمصالحة العربية. فاذا كان التفكك العربي خطرا يهدد هذه الامة في اي وقت من الاوقات فانه في هذه الايام اشد خطورة، لاسيما اننا نرى تزايد تعنت اسرائيل وبطشها بالشعب الفلسطينيِ ومن المؤسف ان يلقى ذلك البطش دعما من الولايات المتحدة التي عاد منها السفاح شارون وكأنه اعطى الضوء الاخضر للتصعيد ضد الشعب الفلسطيني ثم تصدر التصريحات المريبة من البيت الابيض ومن اعضاء الكونغرس لتوجه اللوم الى الشعب الفلسطيني الاعزل وكأنه هو الذي يمتلك اسلحة الحرب الفتاكة التي تدمر المنازل والمنشآت وتحصد المدنيينِ لذلك اصبح القضاء على التفكك العربي واجبا قوميا يجب ان يبحث العرب جميع الوسائل الممكنة التي تساعد على تحقيقه، من اجل هذا قدر القادة العرب وشعوبهم موقف الكويت الحريص على وحدة الصف العربي واصبح تصرف الوفد العراقي مثار تعجب وريبة من الوفود العربية التي ارادت ان تساعد العراق بكل ما تستطيع وبنيات صادقة، ثم توصلت الى قناعة بأن النظام العراقي يريد ابقاء تلك العقوبات، لانه وجد فيها المتنفس الوحيد الذي يحميه ويمكنه من القاء اللوم في ما يعانيه الشعب العراقي على تلك العقوباتِ اما اذا ازيلت العقوبات وبقيت معاناة الشعب العراقي، عندئذ سيدرك العالم ان الاسباب الحقيقية لمعاناة هذا الشعب تكمن في نظام الحكم الفاشل المستبد الذي ادار هذه الدولة اكثر من ثلاثين عاما ادارة فاشلة وشريرة وجرها الى مستنقع من الحروب والمغامرات والهوس الاعلامي. ومن الطبيعي الا يكتفي القادة العرب بالنتائج التي توصلوا اليها في قمة عمان حيث استطاعوا من خلالها ان يكشفوا اساليب النظام العراقي ويبرأوا ذمتهم من ادعاءاته المستمرة التي تحملهم مسؤولية الحصار والقصف لاهداف العراق المدنية والعسكرية، بل ان مسؤوليتهم التاريخية تجاه شعوبهم وامنهم تفرض عليهم التدخل لمساعدة ذلك الشعب المظلوم، لاسيما ان الدراسات والتقارير التي تصدر عن العراق تؤكد معاناة ذلك الشعبِ ومما كشفت عنه تلك الدراسات ان 61% من اطفال العراق وشبابه قد تركوا الدراسة لظروف معيشية قاسية وتكرار رسوبهم وانهم يعتمدون في شراء ملابسهم وحوائجهم على مواردهم الخاصة وانهم غير قادرين على مراجعة الاطباء في حالة مرضهمِ فهذه الاوضاع البائسة للعراق وما تأكد للقادة العرب ان استمرار هذه الاوضاع سيؤدي الى تقسيم العراق اقنع القادة العرب بان الحالة العراقية تستدعي من الدول العربية ان تتدخل لاخراج هذا الشعب من محنته مهما بلغت الاهانات التي صدرت عن الوفد العراقي للمؤتمرِ لذلك ارتأى المؤتمر تشكيل لجنة برئاسة الملك عبدالله لمتابعة الحالة العراقية هدفها انقاذ الشعب العراقي واعادته للصف العربي ليكون ظهيرا لأمنه. وفي ضوء ما تقدم آمل ان نكون قد ابرزنا الادلة التي تؤكد ان موقف الكويت الداعم للتضامن العربي كان نابعا عن حكمة وعقلانية ويستحق التقدير والثناء، لأنه ادرك اهمية التضامن العربي لمواجهة الاخطار المحيطة بأمتنا العربيةِ واذا اردنا ان نستثمر هذا النجاح لرفع سمعة الكويت ومسح الصورة المشوهة التي رسمها ويسعى دائما لرسمها اعلام صدام واعوانه، فعلينا ان نثبت ان موقفنا هذا نابع من نية صادقة وليس مناورة سياسية، فما نقوله بألسنتنا مطابق لما في قلوبناِ كما يجب على الفكر الكويتي المخلص ان يتصدى للاقلام الكويتية التي تجاهر باحتقار العرب ومعاداتهم وتزعم ان امن الكويت لا يتحقق الا بالارتماء في احضان اميركا والغربِ علينا ان نوضح لهؤلاء ان الامن العربي لن يتحقق الا اذا شعر العرب بأنهم اخوة يجب ان يتكاتفوا ويتعاونوا ويحاربوا الافكار الشريرة التي زرعها بعض الحكام العرب امثال صدام او بعض زعماء الاحزاب العربية المتطرفة الذين يحلمون بتكوين امبراطورية عربية تحت قيادتهم ولتحقيق تلك الاحلام غرسوا الفتن والصراع بين الاشقاء العربِ فاعطى هذا الفكر فرصة لاعداء العرب لتغذية العداء وتأجيج الصراع بين الشعوب العربية، ان من حاربة هذا الفكر وكشفه امر ضروري لدعم التضامن العربي، كما يجب طرح الافكار البديلة التي تساعد على دعم الامن العربي وتعزيز الثقة بين الشعوب العربية.
4/17/2001
|