الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
انتفاضة الأقصىِ وعوامل الانتصار | رجوع
ان الحل السياسي الذي تتبناه الانتفاضة من اهم العوامل التي تساعد على نجاحها، ويتمثل ذلك الحل بتحرير الاراضي الفلسطينية المحتلة بعد 67 وقيام الدولة الفلسطينية عليها وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وتصفية المستوطنات في الضفةِ وجميعها مطالب واقعية ومقبولة دولياِ وظلت السلطة الفلسطينية تتفاوض عليها مع الاسرائيليين طيلة السنوات السبع الماضيةِ الا ان اسرائيل بحكم جوهرها العنصري ووجودها القائم على الخرافة لا تعيش الا باستمرار العدوان، لذلك ارادت ان تستظل بمفهوم السلام لتستولي على مزيد من الاراضي الفلسطينية لتحقيق احلامها الخرافيةِ فبعد اتفاقية اوسلو تضاعفت اعداد المستوطنين في الضفة وتم الاستيلاء على مساحات شاسعة من اراضي الضفة لتوسيع المستوطنات القائمة وبناء مستوطنات جديدةِ وزادت اسرائيل من تطلعاتها بعد اتضاح ان بناء هيكل سليمان مكان المسجد الاقصى اصبح من السياسات التي تخطط لها الحكومات الاسرائيلية فأخذت تسمي المسجد الأقصى بجبل الهيكل وتبنت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة التسمية نفسها اثناء المفاوضات الفلسطينية فلم يجد الشعب الفلسطيني بدا من ان يثور امام ذلك التعنت والطغيان. 
لقد قدر للشعب الفلسطيني ان يكون في خط المواجهة مع شعب ذي نزعة شريرة، ومن ابلغ الاوصاف التي تصف طبيعتهم الشريرة والعدوانية وصف الله لهم بالقردة الخاسئينِ والقردة نوع من الحيوان عرفت بالشره والنزوات الوضيعة والحركات العابثة والمفسدةِ اما الخاسئون فهم جماعة ترفض البشرية التعامل معهم لدناءة اخلاقهمِ ولقد وصفهم القرآن وصفا دقيقا ليبين للاجيال المسلمة عبر القرون اسرار طبيعتهم الشريرة ليكونوا على حذر من التعامل معهمِ ولنستيقن ان اليهود الذين يواجههم الشعب الفلسطيني يحملون خصائص الطبيعة الشريرة لليهود نفسها الذين عانى منهم انبياؤهم في العهد القديم وطبيعة اليهود نفسها الذين غدروا بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وطبيعة اليهود نفسها الذين عانت منهم اوروبا قرونا طويلة ووصفهم الادب الاوروبي بالمرابين ومصاصي دماء البشر رمزا للشر، والذين طلب الرئيس الاميركي واشنطن من الكونغرس اصدار تشريع يحرم هجرة اليهود الى الولايات المتحدة تخوفا من سيطرة تلك الفئة الشريرة على الفكر والاقتصاد الاميركيين ومن ثم تسخر جميع طاقات الشعب الاميركي وممتلكاته لخدمة اغراضهم ومصالحهم الدنيئة. 
فالشعب الفلسطيني يواجه قوة ظالمة تتمتع باسالة الدماء، لذلك استخدمت للرد على الحجارة الفلسطينية جميع اسلحة الحرب الحقيقية من صواريخ ومروحيات ودبابات ومدافع بعيدة المدىِ هذا ما فعلته في عهد باراك الذي انتخب ليعقد سلاما مع الفلسطينيين والذي كان رجلا عسكريا وقاتلا محترفاِ ولقد اثبتت استطلاعات الرأي في اواخر عهد باراك ان 80% من الاسرائيليين يؤيدون اجراءاته القمعيةِ ثم انتخبوا شارون المعروف بتاريخه الاسود ليوقع مزيدا من القسوة ضد الشعب الفلسطينيِ فشارون المعروف تاريخيا بالعدوان مؤيد اليوم من الشعب الاسرائيلي ومدعوم من قاعدة عريضة من الاحزاب الاسرائيلية ويسعون جميعا لتأييد برنامجه الانتخابي الذي يرتكز على توسيع المستوطنات في الضفة وابقاء القدس موحدة لاسرائيل ووقف الانتفاضة سواء بالمناورات السياسية او العنف عن طريق تصعيد العدوان لاحداث مذابح في صفوف الشعب الفلسطيني وتدمير ممتلكاته ومحاصرته لتجويعه وانهاكه لتركيع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لمطالب شارونِ هذا هو الشعب الاسرائيلي الذي يواجهه الفلسطينيون، انهم سلالة من طبيعة شريرة حاقدة على البشرية. 
ومن الواضح ان التصعيد الذي سيقوده شارون لن يحقق للاسرائيليين حلا سياسيا لانه اولا يتعارض مع مبادئ الشرعية الدولية، والعالم الحر لن يسكت طويلا على انتهاكات اسرائيل واستهتارها بالقوانين والاعراف الدوليةِ ولانه يهدف الى استسلام الشعب الفلسطيني واثبتت التجارب ان الشعب الفلسطيني لن يستسلم بل سيواصل كفاحه وهو اليوم اشد قوة وصلابة من الشعب الذي واجهته اسرائيل 1948 وان اي عمل عسكري لا يحمل حلا سياسيا محكوم عليه بالفشل، فالنازية استطاعت ان تحتل مزيدا من الاراضي ولكنها اندحرت في النهاية امام ارادة الشعوب المصممة على دحرهاِ فنحن امام موقفين: الانتفاضة الفلسطينية واهدافها العادلة والمؤيدة من الشرعية الدولية، والعدوان الاسرائيلي المرتكز على القوة والعنصرية والمرفوض دوليا، فأي الفريقين اقرب من الانتصار؟ ان تجارب التاريخ تؤكد دائما انتصار الحق اذا دافع عنه اصحاب الشجاعة والذكاءِ ولكي تحقق الانتفاضة اهدافها يجب ان تستمر لان توقفها يعني تحول الشعب الفلسطيني الى عبيد ليس لهم حقوق، وستحول ارضهم الى حق مشاع للدولة العبريةِ واذا كان استمرار الانتفاضة بهذه الاهمية فيجب توفير العوامل التي تساعد على استمرارهاِ وفي مقدمة هذه العوامل وحدة الشعب الفلسطيني وصهر عناصره تحت مسمى واحد هو القيادة الفلسطينية ضد الاحتلالِ وعلى الدول العربية ان تحترم وحدة الشعب الفلسطيني ولا تشجع فريقا على آخر وألا تفرق بين القيادة والشعبِ ومع استعداد الفلسطينيين لمقاومة الاحتلال يجب الا يتخلوا عن خيار السلام، فيجب ان يظهروا امام الدول انهم شعب متمسك بالسلام، ولكن بشرط ان يتحقق السلام العادل الذي يضمن المطالب الشرعية للشعب الفلسطيني، ورفض السلام الذي تريد ان تفرضه اسرائيل لانه استسلام يريد اذلال الشعب الفلسطيني والعربيِ ان التمسك بخيار السلام يكشف صورة اسرائيل العدوانية والعنصرية ويساعد على عزلتها ويزيد من التعاطف مع القضية الفلسطينية. 
كما يحتاج الشعب الفلسطيني لموارد مالية ضخمة لدعم اقتصاده الضعيف ولقد ادت الانتفاضة الى توقف آلاف العمال الفلسطينيين عن العمل واصبحوا واسرهم بحاجة الى مساعدات ماليةِ وتأثرت الصناعة والتجارة الخارجية والداخلية الفلسطينية من الحصار الذي تفرضه اسرائيل ودمر الكثير من الاراضي الزراعية والممتلكات، فاذا كانت اسرائيل تتلقى مساعدات ضخمة من الصهاينة واعوانهم لدعم عدوانهاِ فعلى الحكومات والشعوب العربية ان تمد يد العون للشعب الفلسطينيِ فاذا كان صحيحا ان الممثل العربي عادل امام قد تبرع بمليون دولار للانتفاضة فلاشك انه ضرب مثلا ليحرج الحكومات واثرياء العرب ليسارعوا في دعم الانتفاضة. 
كما يجب فتح المستشفيات العربية لمعالجة الاف الجرحىِ فكيف تتحرك بعض الدول الاوروبية لتقديم مثل تلك المساعدات بينما تتردد بعض الدول العربية في ذلك؟ فعندما نقلت الكويت 4 جرحى لمعالجتهم في مستشفياتها انتقد بعض الاقلام هذا الموقف، مدعيا ان الشعب الفلسطيني لا يستحق المساعدة لموقفه المؤيد للعدوان العراقي، ومن ثم توقفت الحكومة الكويتية عن تلك المساعدات ترضية لتلك الافكار السطحية والساذجة غير مدركة لخطورة الاوضاع التي تمر بها الامة العربية ومسؤوليتها تجاه تلك الاوضاع. 
كما يحتاج الشعب الفلسطيني لدعم اعلامي يقوده اعلاميون مميزون ومخلصون يشرحون القضية للمواطن العربي ليدرك ابعادها ويؤمن بعدالتها وانها تستحق التضحيةِ ويحاربون الاقلام المشبوهة والمستسلمة التي تصور الانتفاضة بانها عمل انتحاري ساخرين من مقاومة الطفل الفلسطيني الدبابة الاسرائيلية بالحجارةِ كما يجب محاربة الفكر السطحي المتهور الذي لا يدرك الظروف العربية والدولية فينادي باقحام العرب بحروب مدمرة لا تؤدي الا الى اضعاف العرب وتقوية الدولة اليهوديةِ اننا بحاجة الى اعلام متزن يستطيع ان ينمي قاعدة عريضة من ابناء الشعب العربي الذي يدرك خطورة الفكر الاستسلامي والفكر المتهورِ كما يجب ان يتوجه هذا الاعلام لشرح القضية عالميا لفضح جرائم اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وضد الانسانية وعدوانها المستمر على القانون الدوليِ فيجب طرح هذا الفكر في الامم المتحدة ومجلس الامن والمحافل الدولية، والتفكير بنقله الى شعوب العالم الحر الذي يؤثر على اتخاذ القرار. 
هذه عوامل تساعد على استمرار الانتفاضة وتحقيق اهدافها وتشد من ازر الشعب الفلسطيني وترفع روحه المعنوية ليستمر في انتفاضتهِ لقد اثبتت الانتفاضة اهميتها وجعلت الشعب العربي يدرك ان الصراع العربي - الاسرائيلي يمر بمنعطف خطير وان هذه الانتفاضة اذا استمرت فستحقق انتصارات باهرة للشعب الفلسطينيِ كما جعلت اسرائيل تدرك انها تمر بظروف عصيبة لم تشهدها منذ قيامهاِ وان استمرارها يهدد امن اسرائيل فبدأت تفكر باجهاضها واحتوائهاِ فاصبحت هذه الانتفاضة تؤثر تأثيرا فعليا على استقرار الاوضاع الداخلية لاسرائيل فاسقطت حكومة باراكِ ثم جاء شارون بحكومة وحدة وطنية انه يوحد الشعب الاسرائيلي في وجه انتفاضة الاقصى فاذا استطاعت هذه الانتفاضة اسقاط هذه الحكومة عندئذ ستشعر الدولة العبرية بانها امام شعب قوي تسانده امته العربية بمواردها التي لا تنضبِ عندئذ لا تجد الدولة اليهودية امامها مفرا سوى الخضوع لمطالب الشعب الفلسطيني. 
direct lender payday loans
guaranteed payday loans
Yes we should b

3/24/2001
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com