الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
أهمية اللقاءات في اصلاح المجلس | رجوع
لاحظ كثير من اصحاب الرأي ضعفا في أداء مجلس الأمة وتسرب الانحراف الى جسده لا سيما المجالس التي اعقبت التحرير، فكتبوا مئات المقالات ينتقدون اداء وتصرفات شريحة من الاعضاء لتجاهلهم المصلحة العامة وتركيزهم على قضايا هامشية وتجاهلهم القضايا المصيريةِ وأبت تلك الفئة ان تستفيد من ذلك النقد الموضوعي والبناء لأن من زين له سوء عمله فرآه حسنا غالبا ما يتعالى على نصيحة الناصحين، لا سيما اذا حاولت تلك النصائح ان تكشف عيوبهم التي يريدون ان يستروها، لذلك تجاهلوا ذلك الفكر ورفضوه ووصفوه بأنه نابع من فكر معاد للديموقراطية، هدفه تشويه الديموقراطية وسمعة الاعضاء، ومن ثم استمروا في عنادهم يقودون المجلس من سيئ الى اسوأ حتى وصل الى المستوى الضعيف، ويتجلى ضعف المجلس في الجلسات التي نشاهدها حيث يغلب عليها الصراخ والعويل والخروج على اللائحة والنظام بسبب وبغير سبب، ويصف بعض الاعضاء بعض تلك الجلسات بأنها ضعيفة بكل المقاييس ويصف دِفضل الفضلي الديموقراطية الكويتية بأنها ديموقراطية مريضة ضررها اكبر من نفعها. 
من هنا نعتقد ان دعوة الرئيس الاعضاء الى اجتماعات غير رسمية جاءت في وقت مناسب، حيث شعر كثير من المخلصين بأن المجلس بحاجة الى تقييم وان افضل تقييم للمجلس يجب ان يأتي من الداخلِ ولقد استجاب معظم الاعضاء لتلك الدعوة وعقدوا لقاءات يصفها دِاحمد الربعي بأنها كانت مفيدة ومثمرة، فنأمل ان تكون تلك اللقاءات فاتحة خير تقود لإصلاح المجلس، ويتوقف تحقيق ذلك اولا على النية الصادقةِِ فإنما الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، فإذا كان الرئيس والاعضاء يحملون نية صادقة للاصلاح فنرجو ان يوفقهم الله الى ذلك وان يستمروا في لقاءاتهم ليتعرفوا من خلالها على اسباب ضعف اداء المجلس والوسائل التي تساهم في رفع مستواه وتفعيل ادائهِ كما يحتاج الاصلاح ايضا الى وقفة جادة وصادقة للتصدي للممارسات السلبية والسيئة التي تسيء للديموقراطية وتشوه سمعة المجلس. 
ان اصلاح المؤسسة الديموقراطية قضية وطنية وضرورية لأنها لن تتمكن من تحقيق اهدافها الرامية الى اقامة دعائم العدالة والاصلاح والحفاظ على الأمن والأموال العامة والوحدة الوطنية، وتصرفات بعض الاعضاء تتناقض مع تلك الأهداف والمبادئِ ان الاصلاح يتطلب التصدي للنواب الذين يسيئون الى سمعة المجلس ويسعون الى تدمير الديموقراطية من داخل تلك المؤسسة سواء بالتصدي لهم بالنصح واللين، او الشدة اذا تطلب الامر، وعلينا ان نتذكر رئاسة المجلس القوية على يد العم عبدالعزيز الصقر عندما كان يتصدى بكل حزم لكل عضو يحاول الخروج على اللائحة او النظام. 
بكل تأكيد ان من يرد الاصلاح فلن يرضي جميع الاطرافِ ان من يحاول ارضاء الجميع هو الانتهازي الذي ليس له لون ولا طعم ولا رائحة، وليس له توجه او مبدأِِ هدفه النهائي تحقيق مصالحه الشخصية، فإذا اقتضت مصلحته ارضاء الجميع فسيسعى الى ذلك، ولن يتردد في تحقيق مطالبهم غير المشروعة والسكوت عن اخطائهم حتى لو كان ذلك ضارا بالدولة. 
اما من يرد الاصلاح فسيضطر الى معاداة البعض الذين يتصدون للاصلاح لاسيما اذا شعروا بأنه يتعارض مع مصالحهم الشخصية الضيقة. 
من هنا يتحدد الموقف الصعب الذي يجب ان يقفه الرئيس في التعامل مع هذا الشريحة التي تسيء الى المجلس والديموقراطية، فإذا رأى ان مصلحته تتطلب مجاملة هذه الفئة وتحقيق مطالبهم والسكوت عن اخطائهم لكسب اصواتهم في انتخابات الرئاسة القادمة فإن هذا الامر لا يساهم في رفع مستوى المجلس وتعزيز الديموقراطيةِ اما اذا اقتنع ان المصلحة العليا تتطلب التصدي لهذه الفئة وتوجيهها الى الطريق السليمة واستطاع ان يحقق ذلك فإنه سيساهم في رفع كفاءة المجلس وتطوير المؤسسة الديموقراطية. 
لا شك ان طريق الاصلاح شاق وصعب ولكنه ليس مستحيلا، انه بحاجة الى اخلاص وبذل الجهد والنية الصادقة وتنازل عن بعض المكاسبِ ان بلادنا بحاجة الى اصلاح، واصلاح المؤسسة الديموقراطية يجب ان يأتي في المقدمة وان ينال اهمية خاصة، لأن اصلاح تلك المؤسسة سيساعد على تحقيق اصلاحات كبيرة ومذهلة لمجتمعنا، لذلك يستحق من المخلصين ان يحظى بأهمية كبيرة وبذل الجهود الكبيرة لاصلاح تلك المؤسسة.


4/19/2000
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com