الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
الإجهاز على المقاومة الفلسطينية لإنجاح المشروع الصهيوني | رجوع

يعتقد الصهاينة ان المقاومة الفلسطينية من أشد الاخطار التي تهدد المشروع الصهيوني الذي يريد أن يلتهم أرض فلسطين، ويؤسس الدولة اليهودية الممتدة من النيل إلى الفرات. وبدأ الصهاينة يتآمرون على الشعب الفلسطيني منذ ان بدأت الصهيونية بالتبلور في القرن الـ 19 متقاطعة مع المصالح الاستعمارية للدول الغربية. فتأسس الصندوق القومي اليهودي، ووضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وصدر وعد بلفور. ثم بدأ تشجيع هجرة الصهاينة إلى فلسطين وإعدادهم لتكوين دولتهم. ولما شعر الفلسطينيون بخطورة الهجرة الصهيونية بدأوا مقاومتهم. وكان التدخل العربي بالشأن الفلسطيني الذي بدأ باكرا من أهم العوامل التي أضعفت المقاومة. وتعاون بعض القادة العرب مع الصهاينة في السر، فكانوا وراء اجهاض ثورة 36، وتجميد ثورة 37. وبعد ان أوقف الثوار ثورتهم تدفقت الأسلحة على الصهاينة وضاعفوا استعدادهم للحرب. ثم استولت تلك الأنظمة على القضية الفلسطينية، وأبعدوا الشعب الفلسطيني عن قضيته، وأوقعوه في صراعات داخلية، ودخلوا حرب 48 من دون استعداد وبأسلحة فاسدة، فساهموا في قيام دولة إسرائيل. ولم يساعدوا الشعب الفلسطيني على قيام دولته في ما تبقى من أرض فلسطين.

بعد نكبة 48 أصيب الشعب الفلسطيني بصدمة، وأصبح أكثر من نصفه لاجئا، وشعر ان الأنظمة العربية قد خذلته. وفي عام 63 دعا عبدالناصر مؤتمر القمة إلى إقامة كيان يمثل الشعب الفلسطيني، وكلف الشقيري بتحقيق المهمة، وتشكلت المنظمة وصدر ميثاقها في مايو 64 في القدس. وبعد نكسة 67 ظهرت فصائل فلسطينية جديدة، فاقترح عبدالناصر دخول المنظمات الجديدة إلى المنظمة وأصبح ياسر عرفات عام 69 رئيسا للمنظمة، وبعد توقيع اتفاقية كمب ديفيد وخروج مصر من المعركة ظهر واقع عربي سيئ، فاضطر عرفات أن يعلن عام 88 قبول منظمة التحرير بالقرار 242، فدخلت أميركا في حوار مباشر مع الفلسطينيين مهد الطريق لتوقيع اتفاقية أوسلو 93، التي وقع فيها الجانب الفلسطيني على الاعتراف بإسرائيل، وتعديل ميثاق المنظمة الذي ينادي بتحرير جميع فلسطين، والاكتفاء باسترجاع الأراضي المحتلة بعد 67، أي التنازل عن 78% من أرض فلسطين، وبعد توقيع الاتفاقية تم تهميش منظمة التحرير، وبدأ يبرز دور السلطة التي أخذت تنسق مع المحتل، وأصبحت أجهزتها الأمنية التي شكلها دايتون تابعة للمحتل، هدفها الأول تحقيق الأمن لاسرائيل، فلا يدربون لمقاومة المحتل بل لقمع الأحرار.

في ظل هذه الظروف ظهرت منظمات فدائية مثل حماس والجهاد، وقد رأت خطورة انحراف السلطة على ضياع القضية الفلسطينية، فاستنكرت التنازلات المجانية التي تقدم للعدو، وأعلنت تمسكها بخيار المقاومة، وأجبرت العدو على الخروج من غزة، وانتخب الشعب الفلسطيني مرشحي «حماس»، وبعد فوزها وضع فيتو على التعامل معها، وتمت محاصرة غزة وتجويعها حتى تخضع لشروط اسرائيل. ولما فشلت سياسة الحصار والتجويع شنت إسرائيل حربها الاجرامية على غزة للقضاء على المقاومة والمجيء بحكومة تقبل بشروط إسرائيل. ولكن صمود المقاومة البطولي فرض على إسرائيل ان توقف اطلاق النار، وتسحب جيشها من غزة.

أدركت إسرائيل ان فشلها في القضاء على المقاومة يعني حدوث تغيرات جذرية في طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، ومن أهمها تنامي قوة المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وتحول ايران وتركيا إلى دولتين داعمتين للمقاومة، وتعاطف شعوب العالم بما فيها الشعب الاوروبي مع الشعب الفلسطيني، كما أن ما لحق بإسرائيل من هزائم نوعية بعد عام 67 جعلها تدرك خطورة هذه التغيرات، فوقعت اتفاقية أمنية مع أميركا لمنع تهريب الأسلحة للمقاومة، وامتد أثرها إلى الحلف الأطلسي الذي سارع في ارسال بوارجه ليمنع وصول الأسلحة للشعب الفلسطيني. ثم عقدوا مؤتمرات في شرم الشيخ ليحضرها من يدعم إسرائيل وجرائمها ويرفض المقاومة، فكان هدف المؤتمر خدمة مصالح الغرب وإسرائيل وتطويق المقاومة واضعافها. ولم يدن المؤتمرون جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، ولا نتائج الانتخابات التي جرت في إسرائيل والتي اسفرت عن فوز حكومة يمينية متطرفة أعلنت انها ستقيم 72 ألف وحدة سكنية جديدة في الضفة، وستسعى إلى تهويد القدس العربية، وطرد سكانها العرب منها، وطرد عرب 48 من إسرائيل. ووضعوا شروطا لحصول الشعب الفلسطيني على المال مستغلين حاجته الى المال بعد الحرب ليرضى بشروط إسرائيل، التي لم تستطع فرضها في الحصار والحرب. فعمقوا الانقسام الفلسطيني ودعموا حكومة عباس المنتهية ولايته، وأبعدوا المقاومة حتى تخضع لشروط إسرائيل فأعادوا المشكلة الفلسطينية إلى المربع الذي كانت فيه قبل الحرب. وألقى هذا التصرف بظلاله على مؤتمر الحوار الفلسطيني المنعقد في القاهرة، والذي انهى أعماله في 16\3. والذي شهد تقاربا في بعض الملفات وخلافات جوهرية في ملفات أخرى.



3/23/2009
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com