ابتهج الكثيرون بثورة الشباب على النظام السوري، لأنه أكثر الأنظمة العربية استبداداً وقمعاً وتضليلاً. استخدم أقذر الوسائل للوصول إلى السلطة منذ 1970، بعد أن وصل الأب إلى الحكم بطرق ملتوية. وزج في السجن صلاح جديد، الذي ساعده في الوصول إلى مناصب قيادية، وتركه ليموت فيه في ظروف غامضة. واستمر في الحكم ثلاثين عاماً حتى 2000 يمارس أبشع أنواع الحكم الشمولي. سقط آلاف من الشعبين السوري واللبناني ضحايا أجهزته الأمنية، وسجن وعذب آلافاً في سجونه من دون محاكمة. ابتكر أيديولوجية غريبة أسماها جبهة الرفض والممانعة: الرفض لإسرائيل والممانعة للهيمنة الأميركية. في حين لم يسمح بأن تنطلق رصاصة واحدة من أرضه على إسرائيل التي تحتل الجولان منذ 67، حتى لما كان الجيش المصري يخوض حرب الاستنزاف ضد إسرائيل ظلت الجبهة السورية هادئة، وظل يقود جبهة الصمود والممانعة إمعاناً في الخداع، ولتبرير الانفراد بالسلطة، واتهام من يعارض نظامه بالعمالة لأميركا وإسرائيل. تماماً كما تفعل حليفته إيران التي تطلق على أميركا الشيطان الأكبر، في حين تتعاون معها سراً في العراق وأفغانستان، حاربت المقاومة العراقية وأرهقتها وحاربت الفلسطينيين وأجبرتهم على الخروج من العراق.
وفي 2000 اتبع أبشع أساليب الإرهاب لتوريث ابنه، وأقصى من يعارض التوريث، وغيّر الدستور في ساعتين ليسلم الحكم إلى طبيب العيون، الذي لم يكن يعرف شيئاً في السياسة، ولم يعد لحكم الدولة. تعلم عن أبيه البطش، والتنكيل، وعدم التساهل مع الشعب، حتى يرضى الجميع بأنه لا يوجد في سوريا سوى حزب واحد وأن رئيسه هو الزعيم الأوحد وأنه الرزاق وصاحب النعم وتملأ صوره وتماثيله وصور والده وتماثي
4/17/2011