الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
إعلام عربي في خدمة العدوان الصهيوني | رجوع
ينتمي معظم الاعلام العربي المساند للعدوان الصهيوني الى دول الاعتدال، وترتكز سياسة الاعتدال العربي وفلسفته على التعاطي الايجابي مع الهيمنة الاميركية الاسرائيلية على المنطقة، ولا مانع لديه من تسليم اموره الذاتية والاقليمية إلى الدول العظمى من دون ان يعطي اي اهمية لرأي شعوب المنطقة التي ما زالت تصر على التمسك بالكبرياء العربي وطموحات الامة.
وتدخل دول الاعتدال في معارك مع الدول العربية الممانعة للنفوذ الصهيوني في المنطقة، ومع المنظمات التي تقاوم الاحتلال بقوة السلاح، وتتهمها بأنها تتبع سياسة ستجر المنطقة الى حروب خاسرة مع اميركا. فمن وجهة نظر دول الاعتدال، فإن دول المنطقة لا خيار امامها سوى التفاهم مع اميركا والتسليم بالحلول التي تقدمها.

في سياق هذه المقدمة سنلقي الضوء على الاعلام العربي المؤيد للعدوان الصهيوني والخدمات التي قدمها لذلك العدوان، حيث انحاز ذلك الاعلام على نحو سافر إلى العدو الصهيوني يختلق له الذرائع ويدافع عن جرائمه ويهاجم المقاومة ومن يتعاطف معها، ويصفها بالمحور الايراني الشيعي في المنطقة محاولا بث روح اليأس والاستسلام في صفوفها.

وكشفت هذه الحرب عن وجود تنسيق بين واشنطن وتل ابيب واطراف عربية كان الهدف منه القضاء على المقاومة. وظهر مثل هذا التنسيق بين تلك الاطراف اثناء الحرب التي شنتها اسرائيل عام 2006 على لبنان. وساعد الاعتدال العربي القوات الاميركية على احتلال العراق. ولما قامت اسرائيل بعدوانها اصطف بعض الاعلام العربي مع الدعاية الاسرائيلية يساندها، ولذلك نلاحظ تطابقا بين خطاب ذلك الاعلام والمصالح الاسرائيلية. فمن يقرأ او يشاهد ذلك الاعلام يخال انه يقرأ لكتّاب اسرائيليين يكتبون باللغة العربية او يستمع لتلفزيون اسرائيلي ناطق باللغة العربية. لقد تجردوا من كل المشاعر التي تربطهم بأمتهم وتحولوا الى مناصرين لاعدائها يفرحون لانتصار اسرائيل ويحزنون لثبات المقاومة وشجاعتها. كتب احدهم مقالا مطولا يشيد ببطولة اسرائيل لانها تسحق عملاء ايران في غزة، وكم يأسف المرء وهو يستمع الى مذيع او مذيعة عربية وهي تصف بكل حماسة قوة الجيش الاسرائيلي الخارقة التي لا تقهر وما يملك من دبابات وطائرات وبوارج حربية، في حين لا تملك المقاومة شيئا، اي كأنها تطالب المقاومة بالاستسلام لشروط العدو. وتكثر الفضائيات العربية المساندة للاحتلال من استضافة اعداء المقاومة، الذين يروّجون لافكاره ويدافعون عن اباطيله، ويسخرون من المقاومة وصمودها البطولي، ويتهمونها بأنها هي المتسبب في حصار الشعب الفلسطيني وتجويعه، ويحمّلون قادة المقاومة مسؤولية سقوط الضحايا من المدنيين لأنهم يعيشون بين المدنيين، ويبرّ.ئون ساحة الجيش الاسرائيلي والادارة الاميركية الداعمة له والانظمة العربية المتواطئة معه والساكتة عن جرائمه من اعمال القتل والدمار، ويزعمون ان صواريخ القسام هي التي سببت الحرب على غزة.

وشارك رجال دين وعلماء في هذه الحملة الاعلامية النفسية ضد المقاومة وصمودها فحرّموا التظاهرات المنددة بالعدوان واعتبروها عملا من اعمال الشيطان يلهي عن الصلاة وعن ذكر الله. وهم انفسهم الذين حرّموا الجهاد ضد القوات الاميركية المعتدية على العراق، وحرّموا مناصرة حزب الله اثناء حربه مع اسرائيل، في حين ايدوا بقوة الجهاد ضد القوات الروسية التي احتلت افغانستان، مما يؤكد ان المصدر الذي يحرك هذه الحملة واحد، وهو الاستخبارات الاميركية الاسرائيلية ومن يتواطأ معها من العرب. اننا نسأل هؤلاء العلماء الذين حرموا تلك التظاهرات: كيف يفسرون حديث الرسول (ص) الذي يقول «من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، وان لم يستطع فبقلبه، وهو اضعف الايمان». ان ما قامت به تلك الجماهير هو استنكار لصمت الانظمة العربية والدولية عن الجرائم الوحشية التي قام بها العدو الصهيوني. ولقد ادى الصمود البطولي للمقاومة وتأييد شعوب العالم لها الى السقوط الاخلاقي لذلك الاعلام، واثبتا انه اصغر من ان يخدع الشعوب او يضللها. وعلى الرغم من المليارات التي أُنفقت عليه فإنه فشل في تحقيق اهدافه وفقد احترام الانسان العربي، ولا نعرف اذا كسب احترام الصهاينة.


2/5/2009
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com