الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
تراب نهاية الحرب السورية- | رجوع
تراب نهاية الحرب السورية

يبدو أن الحرب السورية أصبحت وشيكة على الانتهاء، وأن نظام الأسد قد انتصر على ثورة الشعب السوري. لقد جاء هذا الانتصار نتيجة تفاهم أميركي روسي إسرائيلي على إنهاء هذا الصراع والخروج من المستنقع السوري. عندما تمكن نظام الأسد من هزيمة الثوار في حلب ثم الغوطة بدأ تحريك قواته نحو درعا وحذّرته أميركا من شن أي هجوم على الجنوب السوري. ولكن بعد أن اقتحم جيش النظام مدينة درعا بمساندة الطيران الروسي والميليشيات الخارجية التي تدعمه، أخبرت أميركا المعارضة بأنها لن تتدخل في تلك الحرب، وأنها لن تقدم لهم أي مساعدة، وعليهم التفاهم مع الروس والنظام. وهكذا نرى أن المدينة التي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة السورية تشهد هذه الأيام هزيمة الثوار واستسلامهم.
الخاسر الأكبر في هذه الحرب الشعب السوري. استشهد وشرد منه الكثيرون جدا.. وهدمت مدنه وقراه ودمر اقتصاده. أما رأس النظام الذي تسبب في تلك الكوارث والمصائب، فهو باق، وسيفرض على الشعب السوري تقبله والرضاء به. وقد يعاد تأهيله للدول العربية. أما الرئيس الأميركي الذي كان يصف النظام السوري بالمجرم والقاتل لشعبه وأنه لا يستحق أن يظل يوما واحدا في الحكم بل يجب محاكمته أمام المحاكم الدولية عن الجرائم التي ارتكبها في حق شعبه، فقد غض النظر عن تلك الجرائم. وسيبحث الملف السوري في لقائه المرتقب مع بوتين في هلسنكي في 16 – 7 – 2018. أما إسرائيل التي كانت لا ترضى بتواجد القوات الإيرانية وميليشياتها بالقرب من حدودها مع سوريا، فنراها قد سكتت عن تواجد تلك القوات التي اقتحمت مدن الجنوب السوري مع جيش الأسد. وذلك بعد أن أقنعت روسيا إسرائيل أن إيران وميليشياتها جاءت للحفاظ على بقاء نظام الأسد. وتعهدت روسيا بإخراج تلك القوات لا من الجنوب السوري فحسب بل من جميع الأراضي السورية.
وبعد توقف القصف الروسي على درعا وبلدات الجنوب السوري وقراه نتيجة للمباحثات التي تجريها المعارضة السورية مع الوفد الروسي، جددت روسيا قصفها وهددت المعارضة إما الاستسلام لشروطها وإما حرق مدن الجنوب. أصبحت المعارضة أمام خيارات صعبة ولم تجد أمامها سوى الأردن تطلب منه التوسط للحصول على شروط أفضل.
وهكذا نرى أن هذه الحرب الدامية والمدمرة والتي استمرت أكثر من سبع سنوات تقترب من نهايتها.. نرجو أن تكون هذه التجربة المريرة التي مر بها الوطن السوري العزيز درسا قاسيا يجب أن يستفيد منه الشعب السوري بصفة خاصة، وشعوب المنطقة بصفة عامة. ولا يعرضوا أمن دولهم للأخطار.



7/12/2018
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com