الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
صعوبة في فهم نتائج الانتخابات العراقية | رجوع

من الصعوبة فهم مستقبل العراق في ضوء ما أفرزته نتائج الانتخابات العراقية. لا توجد كتلة واحدة استطاعت أن تحقق فوزا ساحقا تتمكن بموجبه من أن تشكل الحكومة منفردة. معظم الكتل متقاربة في عدد المقاعد التي حصلت عليها، فهي بحاجة إلى تحالف مع كتل أخرى لتتمكن من تشكيل الحكومة. وهذا قد يعني أن الشعب العراقي بحاجة إلى أن يتكاتف ويتعاون ليخرج منتصرا على المحنة التي هو فيها.. نتمنى أن يتمكن شعب العراق من مواجهة شر الطائفية والمناطقية بتعقل وحكمة وشجاعة ليضمنوا لأجيالهم القادمة أن تعيش بسلام وسعادة ورخاء.
نال تحالف سائرون 54 مقعدا، وهو التيار الذي يتزعمه مقتدى الصدر متحالفا مع الحزب الشيوعي وشخصيات علمانية. ويبدو من خلال ما يطرحه الصدر من أفكار أنه سيحارب النفوذ الإيراني في العراق وسيعيد إلى العراق عروبته واستقلاله من أي تدخل أجنبي. وسيحارب الفساد والمفسدين الذين نهبوا ثروات العراق. لقد تحول العراق إلى بلد فقير ضعيف على الرغم مما يمتلك من ثروات ضخمة. لقد تعهد الصدر بمحاكمة الفاسدين وإعادة الأموال المنهوبة إلى خزائن الدولة. هذه مبادئ مهمة يحتاج إليها العراق كي ينهض ويتقدم. ولكن التيار الصدري لن يستطيع وحده تحقيقها فهو بحاجة إلى أن يتعاون مع كتل أخرى لتحقيقها. نتمنى أن يتعاون برلمانيو العراق في معالجة قضاياهم بأسلوب ديموقراطي يمتاز بالحكمة والحوار الهادئ ويضعوا حدا للعنف الذي أوشك أن يقضي على العراق.
بعد ظهور نتائج الانتخابات والتأكد أن القائمة التي يتزعمها الصدر جاءت في الصدارة، خرجت جماهير عراقية مبتهجة وهي تردد هتافات تقول فيها «إيران برة برة، أرض العراق حرة حرة»، مما يدل على أن الشعب العراقي ساخط على النفوذ أو التدخل الإيراني ويتطلع إلى إزاحته. ربما بعض الساسة الايرانيين لا يدركون فشل بث الفتن الطائفية وان بإمكانهم القضاء على عروبة العراق والروح الوطنية لدى الشعب العراقي. لذلك انتفض الشعب العراقي يدافع عن عروبته ووطنيته. أربك المشهد السياسة الايرانية لذلك سارع قاسم سليماني إلى الذهاب إلى العراق ليتدارس مع الموالين لإيران كيفية مواجهة التأثيرات السلبية المحتملة لنتائج تلك الانتخابات على العلاقة التي رسمتها حكومة طهران بين الدولتين، لأن حكومة طهران تدرك خطورة خروج العراق من الخيمة الإيرانية، لأنها تدرك أن اضعافها في العراق سيقضي على نفوذها في سوريا ولبنان. وقد يؤدي هذا إلى ظهور هجمة معاكسة تحاصر النظام في طهران وتؤدي إلى سقوطه، خصوصاً أن هذا يتزامن مع استراتيجية أميركية جديدة نحو إيران تطالبها بوقف تصدير الثورة إلى دول الجوار والتدخل في شؤونها وإنهاء برنامجها الصاروخي، وستقف أميركا بقوة إلى جانب الشعب الإيراني



5/31/2018
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com