الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
سلوك سيّئ لأنصار «حزب الله-------- | رجوع

سلوك سيّئ لأنصار «حزب الله»

من الصعوبة وصف مستوى انحدار السلوك لأنصار «حزب الله» اللبناني وحليفته حركة أمل، أثناء احتفالهم بالفوز بـ30 مقعداً في البرلمان اللبناني، لقد طافت تلك العناصر بعد إعلان النتائج في شوارع بيروت، يطلقون الرصاص الحي، ثم توجّهوا إلى تمثال رفيق الحريري، ورفعوا علم الحزب فوق النصب التذكاري في مكان اغتياله، وقاموا بترديد هتافات طائفية يقولون فيها «إن بيروت صارت شيعية»، هذا ملخص احتفال عناصر «حزب الله»، وهذا يعني إصرارهم على تحويل لبنان إلى بلد طائفي. والطائفية نفق مظلم يتعارض مع الديموقراطية والحرية والعيش المشترك، يميل الطائفي إلى الهيمنة واحتكار السلطة والانفراد باتخاذ القرار.
كان لبنان منذ ستينات القرن العشرين يسمى سويسرا الشرق، ومنارة الشرق لجمال مبانيه وطبيعته وتنوعه الثقافي ومتانة اقتصاده. كانت السياحة فيه مزدهرة يستمتع ضيوفه بهوائه النقي والبارد وجمال طبيعته الذي يجمع بين جمال البحر والجبال الخضراء والوديان الملأى بالزراعة. كما كان شعب لبنان يمتاز بحب النظام والنظافة والجمال وحسن الإدارة. انعكس هذا على كل شيء في الدولة، فكان السائح، خصوصاً العربي، يستمتع بجمال الشوارع والفنادق والمطاعم ونظافتها وبشاشة شعبها. علاوة على من يحب من السياح الاستمتاع بالفن اللبناني الراقي، الذي تعرضه ملاهي لبنان ومسارحه. ومن سوء حظ العرب واللبنانيين ان تندلع في لبنان حرب أهلية 1975 ــــ 1990. وفي هذه الأثناء 1982 اجتاحت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان، ووصلت إلى بيروت، مطالبة بإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، وبالفعل تم نقلها إلى تونس.
فشلت إسرائيل في أن تقيم حكومة لبنانية موالية لها، وتعقد صفقة سلام مع إسرائيل، ثم اضطرت إلى الانسحاب من بيروت، لأنها واجهت مقاومة عنيفة، وظلت محتلة جنوب لبنان. في مثل هذه الظروف تشكل «حزب الله» منشقاً عن حركة أمل، وهي ظروف حرب ومقاومة للاحتلال الإسرائيلي. ولكن بعد انسحاب إسرائيل من لبنان، ودخول القوات الدولية للفصل بين القوات اللبنانية وإسرائيل، وتوقيع اتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان، وألقت جميع الأطراف اللبنانية سلاحها، إلا «حزب الله». وهو حزب طائفي يتلقّى الأوامر من ايران. وهكذا أصبح هذا الحزب ميليشيا إيرانية، ومن ثم سيصبح خطراً على عروبة لبنان والسلم اللبناني والاقتصاد اللبناني. لبنان بحاجة إلى منقذ ينقذه من الميليشيات، فكما تحرّك مقتدى الصدر لإنقاذ العراق من النفوذ الإيراني، فإن لبنان بحاجة إلى قائد عروبي لإنقاذه من هذه الميليشيا. نتمنى أن يتوحّد الشعب اللبناني بكل طوائفه ومكوّناته للتصدّي لهذا التنظيم الذي سيجرّه إلى الظلام.



5/24/2018
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com