الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
بقرة بني إسرائيل | رجوع

بقرة بني إسرائيل

«وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً..» (البقرة،67) ومجمل القصة كما تفيد الرواية القرآنية أن بني إسرائيل وجدوا أحد أثريائهم مقتولاً فطلبوا من نبيهم موسى أن يدعو ربه ليبين لهم شخصية القاتل. ورجا موسى ربه أن يدله على شخصية القاتل ثم عاد إلى قومه فقال لهم «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً» وظنوا أن موسى يستهزئ بهم، لكنهم لما عرفوا أنه صادق بدأوا يسألون عن نوع تلك البقرة. ويقول المفسرون لو أنهم ذبحوا أي بقرة لكفت، لكنهم شددوا على أنفسهم بكثرة الأسئلة فضيق الله عليهم. فسألوا عن نوع تلك البقرة فأجابهم بأنها لا صغيرة ولا كبيرة، ثم سألوا عن لونها فقال إنها صفراء فاقع لونها تعجب من ينظر إليها، ثم سألوا عن نوعية تلك البقرة مرة أخرى فأجابهم بأنها بقرة معززة لم تعمل بحراثة الأرض ولا سقي الزرع. وبحثوا عن بقرة بتلك المواصفات فوجدوها عند امرأة مسنة تعيل أيتاماً فاضطروا أن يشتروها بثمن باهظ. وبعد ذبح البقرة أخذ موسى جزءاً منها وضرب به القتيل فأعاد الله له الحياة فأخبرهم بقاتله ثم مات من جديد.
هذه القصة يرويها القرآن كأحد الأدلة التي تثبت نبوة موسى عليه السلام ليزداد إيمان قومه بنبوته ويمتثلوا لأوامره. لكن قلوبهم ظلت قاسية ووصفها القرآن بأنها كالحجارة أو أشد قسوة. لأن من الحجارة ما يخشع لذكر الله. فطبيعتهم كما يراها القرآن تجعلهم دائماً ينسون أو يتناسون كل آية تمر بهم، كما يتناسون النعم التي أنعمها الله عليهم. وأنهم كذبوا الكثير من أنبيائهم خاصة من ينتقدهم ويحاول إصلاح عيوبهم. ولا نعرف عن طبيعتهم في عصرنا الحاضر، هل استفادوا من التجارب التي مروا بها؟ أم مازالوا على عنادهم وقسوتهم وميل الكثير منهم إلى المكر والخداع؟
أروي هذه القصة وهي ضمن القصص الكثيرة التي ساقها القرآن عن بني إسرائيل بمناسبة قدوم شهر رمضان، ولأني علمت منذ أيام أن هناك أكثر من 300 شخصية يعدون أنفسهم من المفكرين اجتمعوا في باريس يطالبون بحذف آيات من القرآن والعياذ بالله، بحجة أنها معادية للسامية وتدعو إلى قتل اليهود والمسيحيين والكفار ومعاقبتهم. ونشرت صحيفة لو باريزيان تلك الرسالة بتاريخ 22 / 4 / 2118. وكان من بين الموقعين الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق مانويل فاس. وقد رد عليهم الرئيس أردوغان ووزير خارجيته والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأوضحوا أن اليهود لم يضطهدوا في المجتمعات الإسلامية بل اضطهدوا في الغرب. وكانت المجتمعات الإسلامية مكاناً آمناً لهم من ذلك الاضطهاد. وانتقد الرئيس عباس من قبل بعض الأوروبيين لقوله إن اضطهاد اليهود بالغرب قد تم بسبب سلوكهم في تلك المجتمعات.
وأكتفي بالرد على أولئك المفكرين بقوله تعالى: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»، فالقرآن كتاب مقدس منزل من الله، فهو محفوظ من أن يزاد فيه باطل ليس منه، أو ينقص منه ما هو فيه من أحكام وفرائض وتاريخ.



5/17/2018
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com