الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
الولد للفراش وللعاهر الحجر . | رجوع

الولد للفراش وللعاهر الحجر .   د عبد المحسن حمادة

يقر النبي ص في هذا الحديث قاعدة شرعية مهمة وهي أن النسب لا يثبت إلا بعقد زواج شرعي يحفظ فيه الزوج والزوجة حقوقهما وما يترتب على ذلك الزواج من حقوق كثيرة من نسب الأبناء وحق السكن والنفقة. وهذا الحديث روته أم المؤمنين عائشة (ر) فقد قالت أنه بعد فتح مكة اختصم سعد بن أبي وقاص وهو خال النبي (ص) وعبد بن زمعة عند النبي. في شاب اسمه عبد الرحمن. فادعى ابن زمعة أن عبد الرحمن أخوه، لأنه ولد لجارية مملوكة لأبيه. وولدته في بيت أبيه وعلى فراشه. أما سعد فادعى أن أخاه عتبة اعترف أنه كان بعاشر تلك المرأة فإن أتت بمولود فيه شبه مني فألحقه بي.  و كانت الجواري قبل الإسلام يعاشرن أكثر من رجل فإذا أتت بمولود يلحقونه بالقيافة أي بالشبه. لذا حاول سعد أن ينفذ وصية أخيه فيلحق عبد الرحمن بأخيه عتبة. وذلك لأن أخاه اعترف بمعاشرة تلك الجارية وللشبه الواضح بين هذا الشاب بأخيه عتبة. ولاحظ النبي (ص) الشبه البين بين عبد الرحمن وعتبة ولكنه رفض أن يقضي بالحكم الذي كان براه العرب قبل الإسلام فحكم ببنوة عبد الرحمن لزمعة وأبطل ما كان معمولا به بالجاهلية.  

ثم قال النبي لزوجته أم المؤمنين سودة بنت زمعة ( احتجبي منه يا سودة) أي لا يراك بدون حجاب، بالرغم من أن عبد الرحمن يعتبر أخا لسودة من أبيها. وذلك لأخذ الحيطة للشبه الذي لاحظه النبي ص بين عبد الرحمن وعتبة. أما معنى وللعاهر الحجر، فقد فسره البعض بأن عقوبة الزاني الرجم بالحجر حتى الموت. وهذا تفسير خطأ. لأن الزاني المحصن هو الذي يرجم أما غير المحصن فحده الجلد. لذا يرى أكثر المفسرين أن المعنى الأرجح للعاهر الحجر أي ليس له سوى الخيبة فليس له حقوق يطالب بها.

واختلف الفقهاء اختلافا كبيرا فيما إذا عاشر رجل امرأة ثم ظهر عليها آثار الحمل فهل يجوز له الزواج بها وإلحاق المولود به؟ وهناك اتشاف علمي حديث لإثبات النسب أو نفيه عن طريق تحليل الحمض النووي أو ما يسمى بالبصمة الوراثية. وفي هذه الحالة يخضع كلا من الأب والابن لتحليل طبي ليثبت التحليل من الناحية العلمية العلاقة الوراثية بينهما. فالبصمة الوراثية تقتفي الأثر الوراثي لتعطي نتائج مؤكدة لإثبات النسب. أي أنها بمثابة القيافة التي يعدها العرب في جاهليتهم وسيلة لإثبات النسب بل هي أقوى منها. علما بأن النبي رفض القيافة لاتخاذها وسيلة لإثبات النسب بالرغم منن أن العرب كانوا متمرسين في القيافة. فهل يجوز فرضها على المتخاصمين في عصرنا. المهم أن هذا الموضوع موضوع علمي جيد ممكن دراسته من جميع الجوانب وتقديمه كمقرر تربوي يقدم للشباب لدراسته وتحليله والمقارنة بين رأي الفقهاء والقوانين الوضعية. والاستفادة منه خاصة في مجال تكوين الأسرة.   

   

 




3/21/2018
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com