الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
تدخل إيراني في الانتخابات العراقية | رجوع

تدخل إيراني في الانتخابات العراقية

بدأ العراق يستعد للانتخابات البرلمانية القادمة. وبدأت تتشكل القوائم والتكتلات الحزبية التي ستخوض تلك الانتخابات. وفي هذا الصدد يرى قيس الخزعلي الأمين العام لعصائب أهل الحق، وهي احدى ميليشيا الحشد الشعبي المدعومة من إيران «أن عدد المقاعد التي سينالها ائتلافه في الانتخابات القادمة سيجعل منه أحد الائتلافات المؤثرة في اختيار رئيس الوزراء واتخاذ كل القرارات الأساسية التي تهم الدولة». كما يرى أن «الخلل في العملية السياسية يكمن في طبيعة النظام البرلماني القائم على مبدأ المحاصصة».. ونأمل ألا يعني بهذا أن القرارات ستفرض على الدولة بالقوة من دون اهتمام برأي المكونات الأخرى للشعب العراقي.
ونظرا للظروف الصعبة التي مر بها العراق طالبت قوى سياسية سنية وكردية إرجاء موعد الانتخابات لمدة 6 شهور حتى تتمكن المدن السنية التي تحررت من التنظيم الإرهابي من توفير الخدمات اللازمة ورفع أنقاض المعارك والجثث المدفونة تحت الأنقاض، حتى يتمكن آلاف النازحين من العودة إلى مدنهم وقراهم المدمرة. ومن ثم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم في جو انتخابي مريح. إلا أن القوى الشيعية رفضت تأجيل الانتخابات بحجة أن التأجيل يتعارض مع الدستور العراقي. من جانبها، أكدت السفارة الأميركية في بغداد على أن الحكومة الأميركية تدعم إجراء الانتخابات في موعدها في مايو المقبل تماشيا مع الدستور العراقي.
في الأثناء، أظهر هادي العامري رئيس منظمة بدر، وهي إحدى منظمات «الحشد الشعبي»، حماسا متزايدا لتسويق نفسه مرشحا منذ الآن لمنصب رئيس وزراء العراق للدورة القادمة. وبينما كان العراق يستعد للانتخابات وتتشكل القوائم وتبرز لائحة التحالفات وبدأت تظهر أصوات وطنية تنادي بوحدة العراق وإنقاذه من سيطرة الإسلام السياسي ونقله إلى المظلة الوطنية التي تشمل جميع مكونات الشعب العراقي وتحافظ على وحدته. أوفد المرشد الإيراني مستشاره الخاص علي ولايتي إلى بغداد ليلقي كلمة في المؤتمر التأسيسي للمجمع العراقي للوحدة الإسلامية، الذي نظمته السفارة الإيرانية في بغداد. هاجم في خطابه أميركا ورأى أن الإسلام الذي بدأ يستعيد مكانته مع الصحوة الإسلامية التي رفعها الإمام الخميني كفيل لهزيمة المشاريع الأميركية. وشدد على أن تلك الصحوة الإسلامية لن تسمح بوصول الليبراليين والشيوعيين إلى البرلمان، مؤكدا أن الصحوة الإسلامية هي الحل.
وعلى الرغم من أن الواقع يؤكد أن حظوظ فوز الشيوعيين والليبراليين في الانتخابات العراقية المقبلة ضئيلة، فإن التدخل الإيراني بهذه الصورة المباشرة يتعارض مع الأعراف الدولية التي يبدو أن الحكومة الإيرانية لم تضعها في الاعتبار، حيث لم يصدر أي بيان من الحكومة العراقية يستنكر هذا التدخل الإيراني. لذا يعتقد كثير من المراقبين أن نتائج الانتخابات المقبلة لن تغير أي شيء من الفوضى السياسية القائمة في العراق. وسيظل النفوذ الإيراني قائما حتى يشعر الشعب العراقي بخطورته ويتصدى له. وإننا على يقين أن شيعة العراق لا يقلون حماسا عن التصدي للنفوذ الإيراني اذا شعروا بخطورته على وحدة أرض العراق وشعبه.
اللهم بارك في شعب العراق وأنر له طريقه لينقذ دولته من المحنة.

د. عبد المحسن حمادة



3/14/2018
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com