الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
بكل تأكيد إن العراق أغنى دول المنطقة، بفضل ما يملك من ثروات بشرية ومادية هائلة ومتنوعة. وكان من المفروض بفضل تلك الإمكانات ألا يكون بحاجة إلى مساعدات من أحد، بل كان من الواجب أن يكون في طليعة الدول التي تقدم المنح للدول المحتاجة | رجوع

مؤتمر إعمار العراق

بكل تأكيد إن العراق أغنى دول المنطقة، بفضل ما يملك من ثروات بشرية ومادية هائلة ومتنوعة. وكان من المفروض بفضل تلك الإمكانات ألا يكون بحاجة إلى مساعدات من أحد، بل كان من الواجب أن يكون في طليعة الدول التي تقدم المنح للدول المحتاجة. ولكن العراق لم يتمكن من استثمار تلك الموارد في تحقيق التقدم والتطور.. وربما يكون التدخل الإيراني في الشأن العراقي أحد الأسباب، التي عرقلت تقدم العراق وتطوره. ففي السنوات الماضية تأججت الطائفية في جسد الدولة العراقية، ودخلت البلاد في حرب داخلية، وانتشر فيها الفساد بشكل مكشوف. ذهبت المليارات إلى جيوب الفاسدين، وحرموا الدولة من أي مشروع حيوي، فساهم هذا في إضعاف العراق وتمزيقه وإبعاده عن الحضن العربي وإغراقه في الفساد.
وهكذا أدت التدخلات الخارجية في الشأن العراقي إلى إضعاف الدولة العراقية، ومن ثم تمكن تنظيم بدائي، مثل داعش، أن يجتاح خلال فترة وجيزة، ويحتل أجزاء كبيرة من أرضها، وينكل بشعبها. ولم يتمكن العراق حتى الآن من محاسبة من سلم الدولة للإرهابيين، وأعطى أوامر للجيش بالانسحاب وعدم مواجهة الإرهاب. كما لم تتمكن الدولة حتى الآن من محاكمة الفاسدين، الذين كما لو كانوا محميين، ربما كمحاولة تلميعهم وإعادة تسويقهم مرة أخرى.
في ظل مثل هذه الظروف انعقد مؤتمر إعمار العراق في دولة الكويت، وكان صاحب السمو أمير الكويت رائعا في موقفه، عندما تعالى على الأصوات الشاذة التي يطلقها بعض الكويتيين والعراقيين على حد سواء. الكويتيون الذين ما زالت تسيطر عليهم فكرة الغزو العراقي، ولا يريدون أن يطووا هذه الصفحة. ويعترفون أن التاريخ يتجدد، وعلى الشعوب أن تتجدد وتتطور، ولا تظل حبيسة الماضي. وكذلك العراقيون القابعون بأفكار الماضي وآخرون تحركهم قوى خارجية.
لقد تعالى سمو الأمير وقادة الدول على تلك الأصوات الشاذة، وركزوا على حقيقة مهمة، وهي أن الشعب العراقي العظيم في محنة، ويجب التعاون لإخراجه من محنته. وكان قادة الدول وممثلوهم، الذين تعاطفوا مع الشعب العراقي في محنته، يدركون أن هناك من صنعوا تلك الأزمة داخل العراق، وحولوا بلدا ثريا إلى بلد فقير يطلب مساعدة الآخرين، وعجزوا عن أن يفعلوا شيئا لإصلاح النظام الاقتصادي، بل هم من تسبب في انهياره. لذلك حرصت الدول المانحة على ألا تسلم أموال الإعمار نقدا لحكومة المحاصصة العراقية، خشية أن تذهب تلك الأموال إلى أرصدة الأحزاب التي تتقاسم السلطة، وتحرم المدن المهدمة من الإعمار. نأمل أن تستعين الدول المانحة بخبراء اقتصاديين، يحسنون استثمار تلك الأموال بمشاريع اقتصادية وعمرانية، تساهم في ازدهار العراق وإعادته إلى مجده.



3/6/2018
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com