الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
رئيسي في الجنوب اللبناني | رجوع

رئيسي في الجنوب اللبناني

منذ أيام كشفت صور نشرتها صحف إسرائيلية أن آية الله إبراهيم رئيسي مرشح المحافظين السابق للانتخابات الرئاسية الإيرانية قام بجولة تفقدية عسكرية في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل. وتبين الصور أن رئيسي أثناء تجوله كان محاطا من القادة الميدانيين لـ «حزب الله»، وقبل فترة ظهر بعض قادة الحشد الشعبي العراقي الموالين لإيران وهم يرتدون الزي العسكري يتجولون في معسكرات «حزب الله». ويقال إن رئيسي قال خلال تلك الجولة ان تحرير القدس أصبح قريبا بفضل المقاومة وليست المفاوضات.
ويعتقد أن القيادة الإيرانية أرادت من خلال هذه الافعال أن تتحدى الإدارة الأميركية، لا سيما بعد أن اعتبر الرئيس ترامب أن إيران تمثل تهديدا متزايدا للاستقرار في الشرق الأوسط. وأنه سيعمل مع دول خليجية عربية لكبح جماحها وليحد من توسيع نفوذها في المنطقة. وبعد أيام من وجود رئيسي في معسكرات «حزب الله» أرسلت إيران طائرة «درون»، وهي طائرة إيرانية موجهة من دون طيار، أرسلتها نحو الأراضي الإسرائيلية في مهمة استطلاعية عسكرية. وأسقطت إسرائيل تلك الطائرة، واعتبرت الحادث انتهاكا إيرانيا للسيادة الإسرائيلية. وفي يوم السبت 10 – 2 – 2018 شنت المقاتلات الإسرائيلية ضربات واسعة النطاق على مواقع إيرانية وسورية داخل الأراضي السورية. وأعلنت إسرائيل عن سقوط إحدى طائراتها من طراز إف – 16 بالقرب من حيفا بعد اصابتها بصاروخ روسي. أما المتحدث العسكري السوري، فقد أعلن أنه أصاب أكثر من طائرة.
ولم يعرف من أسقط الطائرة الإسرائيلية، هل الإيرانيون أم السوريون أم الروس؟ لأن الروس بعد الحادث طالبوا جميع الأطراف بالالتزام بالهدوء لكي لا يعرضوا أمن الجيش الروسي للخطر. أما الجانب الإسرائيلي، فأعلن انه لا يرغب في التصعيد، ولكنه على استعداد لجعل الأعداء يدفعون ثمنا باهظا إذا عادوا لمثل تلك الأعمال. أما إيران، فيبدو أنها مصممة على الدفاع عن وجودها في سوريا ولبنان، معتبرة أن ذلك الوجود يمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة لسياستها. وأنها أنفقت مئات المليارات على ذلك الوجود. لذا، فإنها ليس لديها استعداد لسحب قواتها ولا الميليشيات التابعة لها من الأراضي السورية، وأنها مستعدة لخوض حرب للدفاع عن وجودها في سوريا، مؤكدة أن إسرائيل غير قادرة لخوض تلك الحرب لأنها ستكلفها خسائر بشرية كبيرة.
وهكذا نرى أن القيادة الإيرانية، سواء المحافظين أو الإصلاحيين، ترفض بقوة المطالب الأميركية بتقليص النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، معتقدة أن انسحابها سيؤدي إلى موت حتمي لسياستها الاقليمية. لذلك، سارع الحرس الثوري بإخماد الاحتجاجات الواسعة التي قام بها الشعب الإيراني ورفع شعارات تطالب بسقوط الدولة الدينية، وطالب بترك سوريا وغزة ولبنان والتفكير بإيران. لأن تلك الشعارات تتعارض مع مشروع قيام الإمبراطورية الفارسية التي يحلم بها العديد من قادة طهران. كل هذا يؤكد أن المنطقة بحاجة إلى موقف عربي موحد ضد التدخلات الإيرانية.

 



2/25/2018
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com