الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
ما مدى قدرة نظامنا الاداري على التطوير؟ | رجوع
لا شك أن النظام الإداري الجيد من أهم العوامل، التي تقود الدولة نحو التقدم، وتساعد على تطويرها وتبعدها عن الفشل. فما مدى قدرة نظامنا الإداري على تطوير مجتمعنا؟
من المؤسف القول إن نظامنا الإداري يحمل الكثير من المؤشرات السلبية، التي قد لا تساعد على تمكنه من تطوير الدولة، وتمكينها من تحقيق أهدافها في التقدم والتطور بالصورة المرجوة، ومن أهم تلك المؤشرات: التردد في اتخاذ القرار، أو عدم اتخاذ القرار في الوقت المناسب، مما يدل على ضعف الإدارة، وقد يؤدي إلى فشلها في إدارة الدولة بصورة سليمة، أو فشلها في مواجهة التحديات والأزمات التي تواجه الدولة. فالإدارة الناجحة هي تلك التي لا تتردد في اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة المشكلات والتحديات التي تواجهها. بالرغم من أن الكثير من التحديات التي تواجه المجتمع الكويتي والحلول لمواجهتها أصبحت معروفة. فقد أجرى خبراء متخصصون دراسات مستفيضة، حددوا فيها المشكلات وطرق الإصلاح. فهذه ميزة من مميزات الإدارة الكويتية أنها تستعين بدور الخبرة والتخصصات لتحديد المشكلات التي تواجه الدولة. لكننا نرى غالبا السلطتين التنفيذية والتشريعية، وحتى القوى السياسية، ليس لديها نية صادقة في تبني قرارات حاسمة لمعالجة المشكلة الاقتصادية. لأن القرارات التي يجب أن تتخذ للإصلاح قرارات صعبة وغير شعبية. ولكن إذا كانت تلك القرارات المطلوب اتخاذها تتعلق بمصلحة الدولة العليا ومستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة، يصبح التردد في اتخاذ مثل تلك القرارات المصيرية أمرا معيبا.
على سبيل المثال، أبدت الحكومة رغبة منذ سنوات بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي. رحب الكثيرون بالفكرة، وفي مقدمتهم غرفة التجارة، وأجريت الدراسات لتحويل الفكرة إلى واقع. وجاءت نتائج الدراسات تؤكد أن لدى الكويت إمكانات هائلة لتتحول إلى مركز مالي، لديها الموقع البري والبحري والمركز المالي الجيد، وكذلك العنصر البشري القادر على تنفيذ المشروع. وهي بالفعل بحاجة ماسة الى مثل هذا المشروع الحيوي. ورأت الدراسة ضرورة تغيير بعض الأنماط الإدارية، التي لا تتناسب مع هذا المشروع، كالروتين والبيروقراطية المتفشيين في نظامنا الإداري. لكن نتائج الدراسة لم تر النور وظلت حبيسة الأدراج. نأمل ألا يلاقي مشروع مدينة الحرير نفس المصير، وعلى مجلس أمناء مدينة الحرير، بعد أن تم اختيارهم، أن يستعينوا بخبراء وفنيين لديهم خبرة وكفاءة عالية في إنشاء المدن الجديدة وتطويرها.
ومن الصفات التي يجب أن يتسم بها القيادي في الدولة الصمت وعدم الخوض في مشاكل الدولة في الأماكن العامة. نتمنى ألا ينقل عن قيادي كبير أنه قال في أحد الدواوين التي يزورها، ان الفساد والرشوة منتشران عندنا بصورة كبيرة. فقد يؤدي مثل هذا التصريح إلى نوع من الإحباط قد يصيب المواطنين، إذا تبين لهم أن المسؤولين في الدولة على علم بانتشار الفساد والرشوة، وعاجزون عن الإصلاح. ولا يعني هذا أننا نؤيد أن يعيش القيادي في برج عاجي لا يختلط بالناس ولا يتحدث معهم. بل نعتقد أن اتصال القيادي بالمواطنين ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم من المميزات، التي يمتاز بها مجتمعنا، على أن تكون في حدود الرسميات.


1/28/2018
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com