الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
اتهامات لنظامنا التربوي بالتخلف | رجوع

اهتم الكويتيون بتعليم أبنائهم منذ تواجدهم على هذه الأرض. وكان في البداية يتم بالكتاتيب والمساجد. وتحول في عام 1912 إلى مشروع شعبي وأصبح تعليما شبه نظامي أدى إلى ظهور مدرستي المباركية 1912 والأحمدية 1921. وفي عام 1936 ومع اقتراب ظهور النفط أصبح التعليم من مسؤوليات الدولة. وتطور التعليم بعد إشراف الدولة عليه، خاصة بعد تدفق النفط، وأصبح لدى الدولة فائض من المال استطاعت انفاقه لإصلاح التعليم وتطويره خاصة من الناحية الكمية. ومن أهم مظاهر تطور التعليم بعد إشراف الدولة عليه، ازدياد عدد المدارس والطلاب والمعلمين وازدياد الإنفاق على التعليم والاستعانة بخبراء التعليم لتطويره وإرسال وفود من الدولة للتعرف على النظم التعليمية في الدول التي سبقتنا والاستفادة من تجاربها.
ومن مظاهر اهتمام الدولة بالتعليم التركيز على تنويعه بعد المرحلة المتوسطة منذ مطلع الخمسينات. فظهر إلى جانب الاهتمام بالتعليم العام التعليم الصناعي والتجاري وإعداد المعلمين والتعليم الديني والمدرسة الفنية للبنات على مستوى المرحلة الثانوية في بداية الخمسينات تقريبا. لذا أرسلت الدولة وفودا إلى مصر وانكلترا للاطلاع على المناهج والكتب المطبقة لديهما فاقتبست من تلك النظم وطبقتها منذ عام 1954. وفي عام 1975 قامت الوزارة بتصفية التعليم الفني والمهني على مستوى المرحلة الثانوية. وجاء ذلك لتنفيذ توصية لدراسة قام بها خبراء من اليونيسكو. رأت الدراسة من الأفضل أن يتلقى أبناء المجتمع تعليما موحدا حتى نهاية المرحلة الثانوية لكي تبرز ميولهم المهنية والتعليمية بصورة أوضح ثم يتنوعون بعد ذلك. وفي نفس الوقت طالبت الدراسة بتطوير المدرسة الثانوية لتهتم بالتربية التكنولوجية والإعداد المهني. لذلك أنشئت ثانوية المقررات التي تجمع التعليم الأكاديمي والفني في مدرسة واحدة. كما اهتمت الدولة بتعليم الكبار ومحو الأمية والعناية بالتربية الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة. وظهر الاهتمام بالتعليم العالي عن طريق إرسال البعثات ثم تأسست جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والجامعات الخاصة. وهناك مؤسسات تهتم برعاية الثقافة كمؤسسة التقدم العلمي ومعهد الأبحاث والمجلس الوطني. على الرغم من هذا التطور الذي حققه نظامنا التربوي فإننا نسمع الكثير ممن ينتقده ويصفه بالتخلف. وبعض الناقدين لا يعلمون عن التعليم شيئا. واعتقد أنه بالرغم مما فيه من قصور إلا أن هناك مؤشرات تدل على نجاحه منها التحق كثير من خريجي نظامنا التربوي بجامعات أميركية وأوروبية متميزة وتخرجوا فيها بتفوق في الطب والهندسة والتعليم ورجال أعمال، وهم ناجحون في أعمالهم. وتنظر التربية الكويتية إلى أن الشعب الكويتي يتكون من طوائف وأعراق وقبائل يجب ادماجهم في بوتقة واحدة. وهذا هدف تربوي مهم نتمنى أن تتمكن التربية الكويتية من تحقيقه.
لقد اهتمت التربية الكويتية بتنمية الإيمان بالله والقيم الدينية وحب الوطن ونظام الحكم. نتمنى أن تقلل التركيز على الاهتمام بالتعليم النظري ويزداد اهتمامها بالتربية التكنولوجية وتنمية حب العمل وقبول الرأي الآخر.



1/22/2018
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com