الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
سلوك اميركي معيب في الجمعية العامة | رجوع
من العار أن تتوعد مندوبة أميركا في الأمم المتحدة نيكلي هيلي الدول الأعضاء خلال الجلسة الطارئة التي عقدتها الجمعية العامة للتصويت على رفض قرار الرئيس الأميركي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. ولجأت الدول العربية للجمعية العامة بعد أن استخدمت أميركا الفيتو لنقض قرار مجلس الأمن، حيث صوت 14 عضوا ضد القرار الأميركي. وأعلنت المندوبة الأميركية قبل بداية جلسة الجمعية العامة أنها ستراقب التصويت بشكل دقيق وستبلغ الرئيس بأسماء الدول التي ستصوت ضد خيارنا. وكان الرئيس الأميركي قد هدد بقطع المعونات الاقتصادية عن الدول التي ستصوت ضد قراره. وتساءل بصراحة كيف يأخذون أموالنا ويصوتون ضد قراراتنا؟ وهذا يعني أن أميركا تريد إذلال هذه الدول وأن تسلبها حريتها وكرامتها وإرادتها وتفرض عليها أن تصوت لمصلحة القرارات الأميركية حتى لو كانت ظالمة وتتعارض مع الأخلاق ومبادئ القانون الدولي. ولم تتوقع الإدارة الأميركية أن تتلقى مثل هذه الصفعة القوية ضد سياساتها. ربما لأنها كانت تعتقد أنها إذا أرادت أمرا يجب أن تخضع جميع الدول لإرادتها. ولكنها فوجئت بالنتيجة المرة، حيث صوتت 128 دولة ضد القرار الأميركي، مقابل 9 فقط مؤيدة له، وامتناع 33 دولة عن التصويت.
وهكذا لم يجد التهديد الأميركي نفعا مع الدول الشريفة التي أصرت على تطبيق العدالة والابتعاد عن الظلم والاستبداد حتى لو كانت صديقة لأميركا وحليفة لها. كما لم تهتم بالتهديد الأميركي الدول النبيلة التي قالت لأميركا كرامتنا وحريتنا أهم من معوناتكم. لذلك نرى على سبيل المثال، مصر والسلطة الفلسطينية، وهما من الدول التي تتلقى المساعدات الاقتصادية من أميركا، قامتا ببذل جهد كبير لتكوين حشد دولي كبير لإصدار قرار من الجمعية العامة يرفض قرار ترامب ويؤيد المشروع العربي الذي يعتبر القدس عاصمة للدولتين الغربية لإسرائيل والشرقية للفلسطينيين.
لا أعتقد أن الإدارة الأميركية فد تعلمت درسا من هذه التجربة المريرة التي مرت بها وجعلتها تعيش شبه معزولة عن دول العالم. لذلك قد لا تحدث تغيرا في غطرستها وسلوكها وسياساتها الخاطئة ولن تتراجع عن قرارها.
جدير بالذكر أن نشير إلى أننا قد تعلمنا من خلال تنشئتنا وتربيتنا الدينية والعربية أن المنّ في الصدقات من الأمور المنهي عنها والمحرمة في الديانات السماوية. يقول تعالى: «قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ
* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى» (البقرة: 263 – 264). وقال الرسول الكريم «ثلاثة لا يدخلون الجنة، العاق لوالديه، ومدمن خمر، والمنان»، فالمنان هو الذي يريد أن يستعبد الإنسان الذي يتصدق عليه ويذله ويمتهن كرامته. لذلك حرمها الإسلام وقال الله إنه غني عن صدقة هذا الإنسان المتعجرف.
وأود في ختام هذا المقال أن أشير إلى ما تقوم به دول الخليج من أعمال خيرية بعد أن منّ الله تعالى عليها بالثروة، فقد خصصت صناديق للمساهمة في إنجاز مشاريع تنموية لدى الدول المحتاجة. وعلينا ألا نمنّ على تلك الدول بما نقدمه لها من مساعدات بل نعده واجباً علينا أن


1/3/2018
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com