الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
نصر الله وخطاباته الديماغوجية | رجوع
الديماغوجية كلمة يونانية تعني الغوغائية، وهو أسلوب يستخدمه بعض الساسة الانتهازيين للسيطرة على عقول الجماهير عن طريق الخطابة وتقديم الوعود الكاذبة لخداع الجماهير، لتقتنع بأن هذا الشخص يعمل لتحقيق مصلحة الأمة. هذا ما يقوم به نصر الله منذ تسلمه قيادة الحزب منذ ثلاثة عقود. لقد أصبح خطيب الضاحية الجنوبية من بيروت، حيث يجتمع أنصاره ليستمعوا الى خطاباته ويهتفوا بحياته ويمجدوه. ظن أن العرب قد يصدقون أنه سيحرر فلسطين، لقد جرب مرة الاحتكاك مع إسرائيل، ولما تدخلت الدول العربية وأوقفت الحرب ورأى حجم الدمار الذي لحق ببيروت قال نادما «لو كنت أعرف أن هذا الدمار سيلحق بلبنان ما أقدمت على ذلك العمل». وقامت دول الخليج التي يشتمها ويرسل إليها الخلايا والأسلحة للتحريض ونشر الفتن، قامت بإعمار ما خلفه الدمار. ومن ثم وجه سلاحه للسيطرة على القرار اللبناني وأصبح دولة داخل دولة. كما وجه سلاحه لخدمة المشروع الإيراني الرامي للسيطرة على المنطقة وقيام الإمبراطورية الفارسية.
في ظل هذه السياسة التي ينتهجها نصر الله وحزبه مشارك في الحكومة اللبنانية، قد يفهم أن الحكومة اللبنانية تدعم هذه السياسة وتؤيدها، لذلك ظهرت ملامح أزمة في الحكومة اللبنانية والتي أدت إلى استقالة الرئيس الحريري، وبعد مفاوضات تراجع عن الاستقالة تحت شروط واضحة، من أهمها التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس والابتعاد عن التدخل في النزاعات العربية والإقليمية. ولكن سرعان ما برزت علامات تؤكد أن حزب الله ما هو إلا مشروع حرب وفتنة وأنه لن يلتزم بسياسة النأي بالنفس التي وعد بها لأن قراره خارجي. من ذلك ظهور رئيس ميليشيا عصائب أهل الحق العراقية قيس الخزعلي في زيه العسكري في جنوب لبنان على الحدود الإسرائيلية، ليعلن انه جاء للدفاع عن حزب الله ضد أي عدوان إسرائيلي. فلماذا استضاف حزب الله هذا الشخص من دون علم من الحكومة اللبنانية؟ وهو شخص يقال عنه انه مطلوب دوليا لقيامه بأعمال إرهابية.
كما عاد نصر الله يوجه خطابات يمجد فيها الذين شجعوا القيام بتظاهرات غضب تندد بقرار ترامب. وطالب الفلسطينيين بقيام حرب مقدسة لإنهاء الكيان الإسرائيلي. كما اتهم الآخرين بالتواطؤ مع الإدارة الأميركية وخيانة القضية الفلسطينية، مدعيا أن الرئيس الأميركي لم يقدم على ذلك القرار الخاص بالقدس إلا بتفاهم مسبق. نقول لهذا الثرثار إن العرب قاموا بجهد رائع بقيادة مصر والسلطة الفلسطينية لإفشال قرار الرئيس الأميركي. ونتيجة لهذا المجهود صوتت الجمعية لعامة بأغلبية 128 صوتا لمصلحة القدس ورفض مشروع الرئيس الأميركي. ونسأل الرئيس الحريري عن مدى تمسك حكومة لبنان بسياسة النأي بالنفس.


12/27/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com