الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
هل اضر قرار تراب القضية الفلسطينية ام نفعها | رجوع
0 20 دقيقة واحدة

لا عربي ينسى القضية الفلسطينية. غير أن الأحداث السيئة في الوطن العربي الناجمة عن التدخل الإيراني في البلاد العربية قد شغلت العرب عن القضية الفلسطينية، وجعلتهم يركزون على الخطر الإيراني. كما أن الانقسام الدائر بين الفصائل الفلسطينية أعطى انطباعًا لدى الشارع العربي بأن بعض الفلسطينيين مهتمون بمصالحهم أكثر من اهتمامهم بقضيتهم الخاصة. إلا أن قرار الرئيس ترامب أعاد إلى القضية الفلسطينية مكانة الصدارة. وقد أثبت الرئيس الأميركي بهذا القرار أنه لا يعطي أي أهمية لمشاعر العرب والمسلمين شعوبًا وحكومات. ظنًا منه أن العرب لا يشكلون خطرًا على الأمن الأميركي. وأنهم من وجهة النظر الأميركية يعيشون في أسوأ مراحلهم التاريخية من الضعف والانهيار. إلا أن أميركا عندما اتخذت هذا القرار، لم تراعِ القوانين الدولية ومبادئ الأخلاق التي يجب أن تلتزم بها كدولة كبرى لتثبت مصداقيتها أمام دول العالم.
أصبحت أميركا بهذا القرار معزولة عن دول العالم بعد أن رفضته الدول العربية والإسلامية والأوروبية. ورأى العالم أن أميركا بعد هذا القرار أصبحت لا تصلح لأن تكون دولة راعية للسلام بعد أن أعلنت بصراحة انحيازها الأعمى لطرف من أطراف النزاع. ويجب أن نشكر كلاً من شيخ الأزهر، وبابا الأقباط، لرفضهما استقبال نائب الرئيس الأميركي أثناء زيارته مصر، احتجاجًا على القرار الأميركي بشأن القدس. لتدرك أميركا أن الشعب المصري بمسيحييه ومسلميه ضد ذلك القرار الجائر. كما رفض الرئيس بوتين، القرار بالرغم من علاقته القوية مع إسرائيل. محاولاً استثمار ذلك لتعزيز موقفه في المنطقة. وقام بزيارة القاعدة الروسية في حميميم، وتم استدعاء الأسد ليكون في استقباله. وظهر الأسد وحيدًا من دون مرافقين بينما كان بوتين محاطًا بكبار الضباط الروس. ولما تقدم بوتين لتفقد القاعدة منع الضباط الروس بشار من اصطحابه داخل القاعدة. وأعلن بوتين من هناك قراره بإعادة القوات الروسية المتواجدة في سوريا إلى روسيا. كما قام بزيارة للقاهرة.
لأول مرة نرى إجماعًا دوليًا لمناصرة القضية الفلسطينية. نتمنى كعرب أن نستثمر هذا الإجماع الدولي بنجاح تامٍ ونتجنب القيام بأي تصرف قد يؤدي إلى تدميره. ونبتعد عن المزايدات التي تضر القضية، فمثلاً موقف وزير خارجية لبنان جبران باسيل، عندما طالب في كلمته التي ألقاها أمام وزراء الخارجية العرب بفرض عقوبات اقتصادية على أميركا ومقاطعتها، هو نوع من المزايدات، لأن جزءًا كبيرًا من ميزانية بلاده يمول من المساعدات الأجنبية وتحويلات اللبنانيين المقيمين في الخارج. كما شاهدنا على أرض لبنان في الشريط الحدودي مع إسرائيل قيس الخزعلي رئيس ميليشيا عصائب أهل الحق العراقية الموالية لإيران، وهو يرتدي الزي العسكري، ويقول إنه يريد أن يدعم «حزب الله» واللبنانيين ضد أي عدوان إسرائيلي. كما استمعنا إلى نصر الله، يشتم العرب ويمجد الفرس، مؤكدًا أن ترامب، لم يقدم على ذلك القرار إلا بدعم من القادة العرب، وأنه سيحبط تلك المؤامرة. نقول له لسانك مع فلسطين وسلاحك موجه إلى صدور العرب. وعلينا أن نتذكر الموقف المشرف للخليفة عمر رضي الله عنه عند تحرير القدس من الدولة البيزنطية، التي منعت اليهود من ممارسة شعائرهم الدينية في القدس، وسمح الخليفة لهم بذلك بعد حرمان دام 500 عام نتيجة لكراهية المسيحيين لليهود في تلك الفترة.



12/21/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com