الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
الارهاب الماجور | رجوع

شهدت مصر يوم الجمعة 24 نوفمبر أكبر عملية إرهابية عرفتها من حيث عدد الضحايا، حيث راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد من المصلين الذين حضروا لتأدية فريضة صلاة الجمعة في مسجد الروضة في قرية بمركز بئر العبد في شمال سيناء. ويتساءل كثيرون عن هوية أولئك المجرمين الذين سمحت لهم أنفسهم بارتكاب تلك المذبحة. وأفادت الأخبار بأن عدد الضحايا يصل إلى ربع سكان تلك القرية؛ أي إن سكان تلك القرية لا يتجاوزون ألفي شخص. وفي الغالب لا يسكن القرى النائية إلا الفقراء البسطاء الذين لا يهتمون بالتمتع بملذات الحياة، التي يتمتع بها سكان المدن الحديثة.. أعتقد أن المجرم المستفيد من قتل مجموعة من الفقراء البسطاء المصلين، وفي يوم مبارك وكانوا يستعدون للاحتفال بالمولد النبوي، كان يهدف إلى إيذاء مصر وحكومتها وإظهارها بأنها عاجزة عن حماية شعبها، من أجل إحداث فتنة وشرخ بين الحكومة والشعب.
وقد تدل الحوارات التي استمعنا إليها بعد الحادث الأليم على ذلك، حيث استمعت بعد الحادث بساعات إلى حوار أجرته إحدى القنوات مع شخص من «الإخوان» يقيم في باريس ومسؤول عن مركز إعلامي. وجّه اللوم إلى سياسة السيسي التي وصفها بالمستبدة، وكيف أنها انقلبت على نظام مرسي الديموقراطي. فهو يبرر الإرهاب، ويرى أنه عمل وطني لمواجهة نظام مستبد. ولعل هذا ما أكده قادة الإخوان عندما قالوا ان الإرهاب في سيناء لن يتوقّف حتى يعود مرسي إلى رئاسة مصر.
وهناك رأي آخر أسوأ؛ لأنه يتهم الجيش المصري بالقيام بتلك المذبحة للحصول على مبرر لإخلاء سيناء من السكان وضمها الى قطاع غزة، لتصبح وطنا للاجئين الفلسطينيين، بدلا من مشروع الدولتين. وهو مشروع إسرائيلي رفضته مصر بشدة في عهد الرئيس مبارك، بل رفض مناقشته، كما رفضه الفلسطينيون. ومن المؤسف أن تصدر مثل هذه الآراء التافهة على لسان كتّاب وفنانون كبار.
ولعل الغضب الذي شاهدناه في وجه الرئيس السيسي وأركان قيادته بعد الحادث، يفنّد تلك المزاعم، ويؤكد أن مصر أقوى من ذلك الإرهاب الجبان الذي بدأت تظهر دلائل هزائمه في سوريا والعراق. كما أعلن قادة قبائل سيناء وسكانها، الوقوف إلى جانب جيش مصر وقادته في محاربة ذلك الإرهاب الأسود المأجور واجتثاثه من أرض مصر والقضاء عليه وتخليص البشرية منه. وعندما يعلن كثير أن هذا الإرهاب مستأجر، أي إن هناك دولا ومخابرات تقف وراءه تموله وتخطط له وقد تكون لها أهداف خطيرة تريد تحقيقها من ذلك الإرهاب. وفي هذه الحالة سيكون من الصعوبة القضاء عليه من دون معرفة من يكون وراءه. نأمل من المخابرات المصرية، وهي مخابرات قوية وذكية، أن تبذل أقصى جهدها وتتعاون مع دول صديقة وجادة في محاربة الإرهاب، لمعرفة من يقف وراء ذلك الإرهاب لكشفه، وتعريته.



12/6/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com