الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
لبنان واستقالة الحريري | رجوع

نأمل في أن يكون لبنان، بعد استقالة الرئيس الحريري وما صاحبها من تطورات لغاية التريث فيها، مختلفا عما كان قبله. كان لبنان قبل الاستقالة يقع تحت تأثير حزب الله، الذي يفتخر رئيسه بأنه جندي في خدمة جمهورية إيران الإسلامية. ونتذكر عام 2008 عندما نشر عناصره المسلحة في بيروت وصيدا والجبل لمنع جنبلاط من تسمية الحريري رئيسا للوزراء. كأنه أراد أن يقول للشعب اللبناني: لا خيار أمامكم سوى الرضوخ لأوامري أو أرغمكم عليها بقوة السلاح. وقد تحقق له ذلك، فمنذ ذلك الوقت وهو ممسك بخناق الدولة اللبنانية؛ لا تشكل حكومة ولا تعلن نتائج الانتخابات إلا برضاه. بيده المرفأ والمطار ومعظم الأجهزة الأمنية والعسكرية. ما الذي حدث ليثور الحريري الآن على حزب الله؟ صبر الحريري وهو يرأس حكومة يشارك فيها حزب مسلح اعتبرته الجامعة العربية ارهابيا، ظنا منه أن يخدم السلم اللبناني، آملا أنه قد يتمكن من تغيير سلوك ذلك الحزب، ولكن تبين له أنه عاجز عن تغيير سلوك ذلك الحزب الذي أمعن في تسخير سلاحه لخدمة المشروع الإيراني، كما أمعن في تسخير إعلامه في شتم العرب وتمجيد الفرس.
استمرار الحريري في حكومة يشارك فيها حزب إرهابي مسلح يجاهر في عدائه للعرب ويمجد قادة طهران الذين يعلنون أن القرار في العراق وسوريا ولبنان واليمن أصبح في يد طهران، يعني أنه مؤيد لذلك ويغطي عليه. لذلك أقدم على تقديم استقالته من الرياض قبل 3 أسابيع. أحدثت الاستقالة هزة قوية في المجتمع اللبناني والعربي والدولي. لقد عاد الحريري إلى لبنان وحضر احتفال عيد الاستقلال كما وعد. وقبل مجيئه إلى بيروت سافر إلى باريس وقابل الرئيس الفرنسي، الذي أجرى بدوره اتصالا مع الرئيس عون ولم نعرف حتى الآن فحوى الحديث الذي دار بين الرئيسين. المهم أن الرئيس الحريري بعد عودته أعلن أنه متمسك بأسباب استقالته وأنه سيتريث بعض الوقت لدراسة أسبابها مع الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري دعما لاستقرار لبنان والعيش المشترك.
وبعد المقابلة التلفزيونية التي أجراها الحريري مع الإعلامية رولا واشاراته إلى خطورة سلاح حزب الله، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني محمد جعفري في مؤتمر صحافي في طهران أنه يمد حزب الله بأفضل الأسلحة لقتال عدو الأمة إسرائيل، وأن سلاح حزب الله غير قابل للتفاوض. وبعد هذا التصريح أعلنت الكتلة النيابية لحزب الله تمسكها بوحدة لبنان ورفضها للإملاءات الخارجية ثم هاجمت دول الخليج العربي.
من هنا يتأكد لنا أن حزب الله ليس تنظيما سياسيا لبنانيا، بل هو تشكيل مسلح تابع للحرس الثوري الإيراني. ولا نعرف إذا كان بمقدور الشعب اللبناني مواجهته. اعتقد كما توحد الشعب اللبناني بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأخرجوا الجيش السوري من لبنان على الرغم من وقوف نصر الله معه وشكره على ما ارتكبه في حق اللبنانيين، بمقدورهم اليوم أن يتوحدوا لنزع سلاح الميليشيا الإيرانية من لبنان.



11/28/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com