الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
استقالة الكرامة | رجوع

جاءت استقالة الرئيس الحريري ومسعود برزاني لسبب واحد: هو التدخّل الإيراني في الشأنين اللبناني والعراقي. لا يحق لإنسان شريف ونبيل ولديه حس وطني رفيع محب لوطنه وشعبه ومخلص لهما، ويتقلّد منصبا قياديا في دولته وينظر إليه الشعب نظرة احترام وتقدير وينظر إليه الشعب على أساس أنه منقذ له من الأزمات.. لا يحق لإنسان يمتلك مثل هذه المواصفات، مثل الرئيس الحريري ومسعود برزاني، الاستمرار في حكومة يعلن بعض المسؤولين في طهران أن القرار في كل من العراق ولبنان أصبح في طهران. نفهم من هذه التصريحات أنه لا تستطيع حكومتا البلدين اتخاذ أي قرار إلا بعد أخذ الإذن من طهران. طالما ينظرون في طهران لميليشيا الحشد الشعبي العراقية و«حزب الله» اللبناني على أساس أنهما تابعان لها وكما يتردد يخضعان لأوامر الحرس الثوري الإيراني.
حاول الرئيس الحريري التفاهم مع «حزب الله» بقدر المستطاع، للحفاظ على السلم اللبناني، لأن الصراع سيدمّر لبنان، ولكن نصر الله، الذي اعلن مرارا انه يتبع لولي الفقيه، مُصرّ على أن ينظر إلى الحريري على اعتباره منفّذا لسياسة «حزب الله». لذلك، قدّم الحريري استقالته، احتجاجا على التدخل الإيراني في السياسة اللبنانية عبر سلاح «حزب الله». ولن يتراجع عنها إلا بعد نزع ميليشيا «حزب الله»؛ ليصبح لبنان دولة كدول العالم التي تحترم قوانينها، حيث لا يوجد سلاح إلا في يد جيش الدولة الخاضع لقوانينها ودستورها.
لقد أربكت الاستقالة نصر الله وأدلى بخطاب على شاشة المنار هادئا على غير عادته، يطالب الحريري بالتراجع. ثم بدأ يروّج لإشاعات تفيد بأن الحريري رهن الإقامة الجبرية وأنه أُكره على تقديم الاستقالة، وطالب الدول الكبرى بالتدخل للإفراج عنه. ومن المؤسف ان هناك بعض من روّج لهذه الاشاعة. في حين كان تحرّك الحريري الواسع، كسفره إلى أبوظبي ومقابلته سفراء الدول الكبرى في الرياض، كفيل لتسفيه تلك الاشاعات.
كما كان الاستفتاء الذي دعا فيه البرزاني أكراد العراق ليدلوا برأيهم في الاستقلال بإقليمهم عن العراق لنفس السبب، وهو تدخل إيران بالشأن العراقي. فقد كان لميليشيا الحشد الشعبي، وهي ميليشيا قد تكون نسخة مكررة من «حزب الله» اللبناني، تخضع لأوامر الحرس الثوري الإيراني. لقد قال برزاني للعبادي أنتم لا تريدون حكومة شراكة وطنية، بل حكومة هيمنة طائفية. ولقد كان لتنكيلكم بالمكوّن العربي السني خير دليل على ذلك. ولقد أجرى الاستفتاء، وأيد %92 من الكرد الانفصال عن العراق. ولكن الظروف الدولية والإقليمية لم تساعد على استكمال المشروع. المهم أن تدخل إيران عبر ميليشياتها، هو الذي أجبر كلاً من الحريري وبرزاني على الاستقالة.. كما قال الشاعر:
فإما حياة تسر الصديق
وإلا ممات يغيظ العدا
نتمنى أن تكون الخطوة الجريئة التي أقدم عليها كل من الحريري وبرزاني خطوة للانطلاق منها، للقضاء على التوسّع ومحاولات التدخّل الإيراني في البلاد العربية.

د. عبدالمحسن حمادة



11/14/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com