الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
مشروعا مدينة الحرير ونيوم | رجوع

مشروعا مدينة الحرير ونيوم

مشروعا مدينة الحرير الكويتي ونيوم السعودي، كلاهما من المشاريع التنموية الضخمة، وسيؤدي تنفيذهما إلى نهضة اقتصادية وعمرانية وثقافية شاملة في المجتمعين الكويتي والسعودي.
وفي هذا الصدد أرى من المهم التمييز بين النهضة والثورة. أما الثورة فقد تعني حدوث تغييرات سياسية واجتماعية واقتصادية مفاجئة. قد تكون مفروضة من قيادات وصلت إلى الحكم عن طريق الانقلابات العسكرية أو جماعات الشغب التي تصل إلى الحكم عن طريق الفوضى. وقد يكون لديها مشاريع تريد فرضها على الشعوب بالقوة وعن طريق أساليب الدعاية وطرق غير عقلانية. وقد يكون مصير تلك المشاريع إلى الفشل. كما حدث في الثورة البلشفية والانقلابات العسكرية التي قامت في المنطقة. أما النهضة فهي إحداث تغيرات شاملة وسريعة بعد إجراء دراسة لمعرفة أوضاع المجتمع ومدى استعداده لتقبل تلك التغيرات وقدرته على تنفيذها وحاجته لتلك التغيّرات وامكاناته المادية والمعنوية على تنفيذها.
في ضوء ما تقدم أرى أن مشروعي مدينة الحرير ونيوم من المشاريع النهضوية المتميزة التي تحتاجها الدولتان وسيؤدي تنفيذهما بإذن الله إلى تحقيق نهضة شاملة ثقافية واقتصادية وعمرانية في الدولتين.
أما بالنسبة الى حاجة الدولتين للمشروعين فتتضح من خلال ما سيحققه تنفيذ المشروعين من عائد استثماري كبير سيخفّف من الاعتماد على النفط كمصدر شبه وحيد للدخل، كما أنهما سيساهمان في خلق فرص عمل جديدة للشباب. ومن ثم سيعالجان مشكلة البطالة، سواء المقنعة أو الحقيقية، وهي من المشاكل الخطيرة التي تعاني منها معظم دول العالم. فضلا عن التغيّرات الثقافية والاجتماعية المتوقعة التي تنجم عن التغيرات العمرانية والاقتصادية. فقد يتطلب ذلك تغيّرا في نظم التعليم وتغيرات في القوانين لتتلاءم مع التغيرات المطلوبة.
المهم أن يكون لدينا حذر وقدرة على توجيه ذلك التغير في الاتجاه الصحيح؛ وذلك للابتعاد عن الفشل أو ظهور تغيرات ضارة غير مرغوب فيها.
أما بالنسبة الى مشروع مدينة الحرير فقد تم التخطيط له منذ عشر سنوات تقريبا، وتم الإعلان عنه منذ عام. ولاقى قبولا واسعا في الأوساط الاجتماعية. وعارضه البعض، خوفا من أن يؤدي تنفيذه إلى ظهور عادات تتعارض مع الأخلاق والقيم الدينية، وثمة من انتقد الصلاحيات الواسعة الممنوحة لإدارة الجهاز.
أما بالنسبة الى مشروع نيوم، فقد أعلن عنه سمو ولي العهد السعودي في 2017/10/24. وهو مشروع تكنولوجي ضخم يعتمد الحداثة وقيم التعايش والعلوم، ويحارب التطرّف والتشدد، ويقضي على ما عرف بزمن الصحوة، ويدعو إلى الإسلام المعتدل الذي يتعايش مع كل الديانات. قدرت ميزانية المشروع بـ500 مليار دولار. وستشيد مدينة صناعية استثمارية سياحية على الحدود المصرية ـــــ الأردنية ـــــ السعودية.



11/8/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com