الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
الاسلام السياسي اضر بالدين والسياسة معا | رجوع

 

«ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» (النحل: 125). «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ* وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ» (ال عمران: 159). وقال لموسى وهارون عليهما السلام «اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)» (طه: 42 ـ 43). هذا هو الأسلوب الذي طالب الله أنبياءه بالالتزام به، عندما يدعون قومهم للدخول في دين الله. لذلك نرى النبي يوصي أصحابه بقوله «بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا». ويوم فتح مكة دخلها متواضعا، وعفا عن أهلها وعفا عمّن أهدر دمه، وتغاضى عن كل ما ناله منهم من أذى. وكان لحسن المعاملة التي أبداها الرسول لكفار قريش، وخاصة قادتهم، تأثير كبير في دخولهم الإسلام عن قناعة وإيمان صادق، بل أصبحوا جندا يدافعون عنه ويساهمون في نشره.
«لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ» (الاحزاب: 21)، إذا كان الرسول صاحب الدعوة هذا أسلوبه في دعوته إلى دين الله، فيجب أن يكون قدوة لجميع المسلمين. إذا فلماذا نرى أغلب أتباع الأحزاب الدينية السياسية (السنية والشيعية) يسلكون سلوكا مخالفا؟ فمثلا الأحزاب الدينية السياسية التي قامت في المجتمع العربي منذ 80 عاما، وأعلنت أنها ستعيد الخلافة الإسلامية التي سقطت.. فقد قادهم طموحهم وأطماعهم إلى وحدة العالمين العربي والإسلامي، ليكونا تحت قيادتهم وليكونوا قادتهما وأسيادهما. وشكل معظمهم لجانا سرية وفرق اغتيالات لاغتيال من يعتقدون أنه خطر على فكرهم. ودخلوا في معارك مع الدولة، وخرج من تحت عباءتهم الإرهاب والتطرف الديني المتشدد، أمثال القاعدة وداعش، فدمروا الدين والسياسة معا.
ولما تسرب هذا الفكر إلى الكويت اتبع في البداية سياسته المعهودة: «تمسكن حتى تتمكن»، وأقنعوا الحكومة بأن أعداءهم القوميون واليسار والفكر الليبرالي. وعلى الحكومة أن تتعاون معهم للتغلب على تلك الاتجاهات. ومن سوء الحظ صدقت الحكومة تلك المزاعم. وتعاونت مع تلك الجماعة حتى نما نفوذها. عندئذ بدأت تظهر الوجه الآخر للحكومة، فهذه هي طبيعة تلك الجماعة الغدر وقطع اليد التي ساعدتها، المهم أن تصل إلى أهدافها بأي وسيلة، فهي تؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة. فغايتها الوصول إلى الحكم. فبدأت تطالب بتغيير القوانين ومواد الدستور بصورة تقربها من صنع القرارات بالدولة، وتحصل على المزيد من الصلاحيات.. ولما تصدت الحكومة لتلك المطالب سيّرت تلك الجماعة التظاهرات الليلية، وحرّضت على استخدام العنف، وأصبح أمن البلاد واستقرارها في خطر، خاصة أن ذلك الشغب وقع بما يعرف بزمن الربيع العربي، ووصول جماعة الإخوان إلى حكم مصر وتونس. وكانت إدارة أوباما تشجع التغيير في الدول العربية. ونجونا من تلك المحنة بحكمة القيادة.. ومن المؤكد أن تلك الأساليب التي اتبعتها تلك الجماعة بعيدة عن نهج الإسلام.
أما بالنسبة لجماعة الإسلام الشيعية فمعظمها لا تقل سوءا عن السنية، إن لم تكن أسوأ منها. ونرى ذلك واضحا في إيران، عندما استولى على السلطة فيها رجال الدين. فلا نسمع في تلك الدولة منذ أربعة عقود سوى دق طبول الحرب والتغني بالحروب وتمجيدها، وتشكيل الميليشيات وتسليحها وتدريبها على القتال، لتكون ذراعها في تلك الدول، وتعمل على زعزعة الأمن والاستقرار



11/1/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com