الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
نصر الله ناصحا ومحذرا | رجوع

في خطابه بمناسبة ذكرى عاشوراء، قدم نصر الله نفسه ناصحاً ومحذراً للسعودية، التي يعتبرها ألد أعدائه ويوجه إليها الشتائم بصورة متكررة. من المؤكد أن النصيحة من الأمور الواجبة والمستحبة، وكان من أهم مهمة الرسل والمصلحين تقديم النصائح لقومهم، ومن هذا ما قاله صالح عليه السلام يخاطب قومه «يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ» (الأعراف: 73). والنصيحة المقبولة هي التي تأتي من صديق محب لمن ينصح وعطوف عليه. ولكنها غير مقبولة، وقد يكون لها هدف مريب، عندما تأتي من عدو، شخص يجاهر في عدائه للسعودية بصفة خاصة، ويقدم نفسه على أساس أنه جندي في حرس الثورة الإيراني وأنه يعمل لتحقيق أهداف جمهورية إيران الإسلامية. مع علمه أن من أهداف تلك الجمهورية إحياء أمجاد الإمبراطورية الفارسية. والتي لن تقوم إلا بتقويض البلاد العربية لتقوم تلك الإمبراطورية على أنقاض دولنا ودماء شعوبنا.
لذا نرى عملية تأسيس ميليشيات مسلحة في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن، وثمة من أعلن أن القرار في تلك العواصم أصبح في يد طهران، وأن حلم إعادة الإمبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد أصبح قريباً. واعتقد هؤلاء أن تلك الميليشيات أصبحت بمنزلة جيوش في تلك الدول.
لذا يدعي نصر الله أن طهران تزداد قوة ونفوذا، ويحذر السعودية من أنها ستخسر أي حرب تخوضها ضدها ولن تؤدي إلا إلى تفكيك السعودية. لذا ينصح السعودية قائلاً ان حلكم الوحيد التفاوض مع إيران وهي دائما جاهزة.
نقول لنصر الله: الأحرى بك أن تقدم النصيحة لإيران.. أما السعودية فإنها تخوض حرباً دفاعية مقدسة. وتكلفها أموالاً وجهداً كبيراً عالياً كان من الأفضل توجيهه للتنمية. ولكنها مكرهة لخوض تلك الحرب التي فرضتها الأطماع، وقالت صراحة انه لا تفاهم مع إيران حتى ترفع يدها عن الدول العربية وتوقف تدخلها في الشأن العربي.
لقد شكلت طهران ما سمي بحرس الثورة الإيراني، وكان هدفه الحفاظ على الثورة الإيرانية وتحقيق طموحاتها وزيادة سيطرتها في الداخل والخارج. وارتكب حرس الثورة أعمالاً ذهب ضحيتها آلاف من المعارضين في الداخل الإيراني من العرب والبلوش والكرد والتركمان والأذريين، بل ومن الفرس أنفسهم. وكذلك تدخّل في الحرب في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وأصبح هذا السلوك في المنطقة العربية مكشوفاً، لذلك حذرها الرئيس ترامب في خطابه بالجمعية العامة وطالبها بالكف عن التدخل في شؤون الدول العربية، وشاركه في ذلك معظم دول الاتحاد الأوروبي. إلا أن إيران لن تتوقف – كما نعتقد – عن سلوكها لاعتقادها أنها قادرة على تحقيق تلك الأطماع. ولكنها ستصدم بواقع أليم وستشعر بالندم في وقت لا يجدي معه ندم.



10/15/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com