الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
دور ايران في تشجيع الاكراد على الانفصال | رجوع
لعبت السياسة الإيرانية دوراً محوريا في تشجيع أكراد العراق على التفكير في الانفصال. فعلى الرغم من أن أكراد العراق هم أقل عددا من أكراد تركيا وإيران، ويتمتعون بحكم ذاتي، فإنهم لم يتمكّنوا من الاستمرار في الشراكة مع الحكومة العراقية القائمة. وكانت سياسة إيران من أهم الدوافع التي دفعتهم للانفصال عن العراق. فبعد سقوط صدام واحتلال أميركا للعراق تمكّنت ميليشيات عراقية، بعضها موالٍ لإيران، من ملء الفراغ الناجم عن حل الجيش العراقي والأجهزة الأمنية، وتعاونت مع جيش الاحتلال، حتى مكّنت المحتل من ترسيخ أقدامه. وتقديرا لتعاون تلك الميليشيات مع المحتل مكّنت أميركا الأحزاب الموالية لتلك الميليشيات من حكم العراق وصياغة دستور ترضى عنه. في ظل مثل هذه الظروف السيئة، وصل المالكي الى رئاسة الوزراء لمدة 8 سنوات، مرشحا من حزب الدعوة. وكانت فترة حكمه أسوأ حكم شهده العراق، اشتهر بالفساد والاختلاسات الكبرى من أموال الدولة في معظم المؤسسات الحكومية وتعاظم النفوذ الإيراني وانحدار مستوى الخدمات وظهور الانقسامات الطائفية.
وكان حزب المالكي هو من يرفع الشعارات الطائفية وينادي بالثارات، وادعى حزبه أن العرب السنة والأكراد في العراق لا تتجاوز نسبتهم %36 من السكان، وبالتالي فإن الأكثرية الشيعية تستطيع تكوين الحكومة من دون الحاجة إلى حكومة ائتلاف أو شراكة وطنية. ولا نعرف من أين أتى بتلك الإحصاءات غير الصحيحة. ثم برزت ميليشيا الحشد الشعبي وهي ميليشيا طائفية مسلحة تخضع لأوامر المرشد. وهي شبيهة بــ «حزب الله» اللبناني. ونتيجة لتفاقم الفساد والنفوذ الإيراني ردد المتظاهرون العراقيون هتافات في العام الماضي تقول «إيران برة برة، أرض العراق حرة حرة». أما في هذا العام، بعد زيارة مقتدى الصدر للسعودية فقد رددوا «.. سلمان شد حيلك فينا»، ويؤكد هذا ظهور تيار عروبي قوي ضد النفوذ الإيراني. ولم يستطع العبادي أن يتصدّى للنفوذ الإيراني بوضوح. وتم تهميش المكوّنين: العربي السني، والكردي، وأصبحا يشعران كأنهما «مواطنون» من الدرجة الثانية. لعل هذا من أهم الأسباب التي دفعت الكرد للاستفتاء على الاستقلال. وقالها البرزاني للعبادي «أنتم لا تريدونها حكومة شراكة، بل طائفية شمولية»، وقال عرب كركوك الذين صوّتوا لمصلحة الاستفتاء «البرزاني أرحم من سليماني»..!
وهكذا كانت نتيجة السياسة الإيرانية وتدخلها في الشأن الداخلي لكثير من الدول العربية، وإنفاقها على الميليشيات المسلحة، مما أدى الى انتشار الحروب والفوضى في المنطقة. في حين ان بعض السياسيين الإيرانيين لا يخفون تدخلهم، بل يتباهون به، ويرددون أصبح القرار لأربع عواصم عربية في يد طهران، وان بغداد هي عاصمة الإمبراطورية الفارسية. لذلك ندّد الرئيس ترامب في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بسلوكهم ووصفهم بأنهم قادة الإرهاب، وقال إنهم ينفقون الأموال لإشعال الحروب والإنفاق على الميليشيات الإرهابية لتحقيق أطماعهم التوسعية، ويحرمون الشعب الإيراني منها، فتحول إلى شعب فقير بسبب تلك السياسة. وبعد نتيجة الاستفتاء التي أظهرت أن %92 من نسبة المصوّتين يؤيدون الانفصال. وتظاهر أكراد إيران مؤيدين لأكراد العراق. وهدّد قادة طهران وبغداد وأنقرة أكراد العراق بعواقب وخيمة إذا لم يتخلّوا عن نتائج الاستفتاء. نأمل في أن يتعقّل أولئك القادة وألا يجروا المنطقة لمشاكل، لا يدرك أحد كيف ستنتهي.
د. عبدالمحسن حمادة


10/8/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com