الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
ميزان العدل في الأزمة | رجوع
«وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين». (الحجرات: 9)
هنا أمر من الله تعالى لجماعة المؤمنين يفرض عليهم إذا رأوا أن خلافات نشبت بين طائفتين من المؤمنين فعليهم أن يصلحوا بينهما. ولا يتركوا الخلاف يتحوّل إلى صراع. وقد يستغله أعداء الأمة ليزيدوه اشتعالاً؛ ليتمكنوا من السيطرة على المجتمع الإسلامي.
وينبغي أن تكون من صفات هذه الجماعة التي يجب أن تتدخّل للإصلاح، أولاً يجب أن تكون تلك الدولة صادقة في نواياها ومساعيها للإصلاح، لا تسعى لتحقيق أي مكاسب لها من وراء ذلك التدخل، ولديها قدرة على فهم المشكلة بأبعادها المختلفة، ولديها الشجاعة لتقول للمخطئ أنت هذه أخطاؤك، ويجب التوقف عنها أو انني سأقف إلى جانب خصمك، وإذا لم يتوقّف يجب الوقوف ضده حتى يرتدع، وإذا توقّف وتراجع عن أخطائه فهنا يجب على هذه الجماعة أن تعالج هذه المشكلة من جذورها بالعدل لكي لا تسمح لها أن تبرز على السطح مرة أخرى.
الذي حصل هو بدايات تدخل لقوى خارجية كنا نخشى من تدخلها في هذا الأمر.. نرى مثلاً إيران سارعت بفتح الموانئ والأجواء لقطر، لربما تظن أن إشعال الخلاف سيساعد على تحقيق مشروعها التوسعي في المنطقة. ولعلهم يعتقدون أن تدخلهم في الأزمة القطرية سيساهم في تقريب قطر إليهم، كمحاولة لنشر نفوذهم.
أما بالنسبة إلى التدخل التركي، فمن المستغرب أن تعرض حكومة أردوغان على المملكة في أن يكون لأنقرة وجود عسكري على الأراضي السعودية، كما أقامت لها قاعدة عسكرية على الأراضي القطرية.
فالسعودية ليست في حالة حرب مع الحكومة القطرية، بل هي مقاطعة سياسية واقتصادية. واحتمال أن يكون أردوغان يحلم بإعادة النفوذ التركي، خصوصاً أنه يتحالف مع جماعة الإخوان التي جعلت إعادة الخلافة هدفها الرئيسي، فضلاً عن أردوغان له مشاكل داخلية مع شعبه، فهناك تظاهرة احتجاجية يقوم بها حزب الشعب المعارض، قاطعاً المسافة من أنقرة إلى إسطنبول سيراً على الأقدام، احتجاجاً على سياسة أردوغان، علاوة على مشاكله مع الأكراد. أما بالنسبة للدور الكويتي، فجميع أطراف الصراع يقدرون الجهود التي يبذلها صاحب السمو، حفظه الله تعالى، لرأب الصدع بين الأشقاء وإدراكه خطورة استمرار الخلاف واقتناعه بضرورة تخفيف حدة الخلاف. وبذل سموه جهوداً مخلصة قبل عامين، ونجح سموه في تخفيفه.
ولكن الخلاف عاد هذه المرة بصورة أشد، مما يعني أننا بحاجة إلى علاج ناجع لهذه المشكلة، حتى لا تعود مرة أخرى.


6/29/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com