الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
مفسدون ينتقدون المصلحون | رجوع
{وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد} البقرة: 205. {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} الكهف: 103، 104. من عجائب ما نرى ونسمع في ما يدور من مناقشات في مجلس الأمة. بعض الأعضاء، الذين اشتهروا بالفساد عندما تقلدوا مناصب وزارية حتى كادوا يدمروا تلك الوزارة المسؤولين عن إدارتها، سواء بتعييناتهم العشوائية للمقربين إليهم وبعزلهم أصحاب الكفاءة، أو تجميدهم واتخاذهم قرارات غير مدروسة لا تستند إلى خطط علمية وستعجز المؤسسة عن تنفيذها، لتحقيق مكاسب انتخابية.
والآن لما أصبحوا أعضاء في المجلس تعمدوا استجواب وزير ناجح. ويؤكدون أنهم سيقدمون استجوابا في كل أسبوعين انتقاما من الحكومة التي لم تستوزرهم مرة أخرى، ليكملوا دورهم التعطيلي، ويضيعوا وقت المجلس غير مقدرين أهمية الوقت. ولما بدأ أحد المعارضين من النواب يفند ادعاءاته ويذكره بحجم الفساد الهائل الذي أحدثه في الوزارة المسؤول عن إدارتها، بدأ بالصراخ ومقاطعة النائب ومنعه من تكملة حديثه. وهو في هذه الحالة أصبح عاجزاً عن أن يدرك أنه من المفسدين. كما قال تعالى {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} البقرة 11و12. فهذه الفئة إما أنهم مفسدون ويعرفون أنهم مفسدون، ولكنهم يريدون خداع الناس وبدعوى أنهم مصلحون. ظنا منهم أن الجمهور ستنطلي عليه أباطيلهم، أو أنهم مفسدون ولكنهم يشعرون بأن ما يقومون به بأنه نوع من أنواع الإصلاح. وفي كلتا الحالتين هم خطرون على الدولة، ولا يصلحون لتولي مناصب قيادية.
ولعل الأسوأ من هذا كله، عندما تتهم هذه الفئة طبقة التجار ورجال الأعمال بالفساد، وهو ما قام به هذا النائب في مرافعته، متهماً من يصفهم بالمتنفذين وأصحاب النفوذ بعرقلة مشاريعه الإصلاحية، مدعياً أنهم يعرقلون أي عمل إصلاحي يتعارض مع مصالحهم التجارية. ويقصد بالمتنفذين عائلات محددة من التجار التي ساهمت في تفعيل النشاط التجاري بين الكويت وآسيا وأفريقيا، وأعطت للكوت مركزاً تجارياً قبل النفط.
وعلى الرغم من هذا النموذج السلبي الذي نشاهده في نظامنا الديموقراطي، فإننا يجب أن نعتز بنظامنا الديموقراطي، ونعتقد أنه قادر على معالجة كثير من سلبياته.


6/11/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com