الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
التظاهر ضد الحرب | رجوع

تقدَّمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تظاهرةٌ ضخمة هو وأركان حكومته، سارت في بلاده قبل أكثر من أسبوعين، لإحياء ذكرى اليوم الوطني لإنهاء الحرب الشخص.
وكان المتظاهرون يحملون صوراً لضحايا تلك الحرب من عائلاتهم الذين سقطوا عالمية الثانية والانتصار على النازية. وقُدر عدد المشاركين في تلك التظاهرة بما يقرب من تسعمئة ألف قتلى، وقُدر عدد القتلى من الاتحاد السوفيتي بأقصى حالاته بـ41 مليون نسمة، أي ما يعادل %25 من السكان. وكان أصحاب تلك الفكرة يسعون إلى تحقيق هدف نبيل وسامٍ من وراء تخليد تلك الذكرى الأليمة، ألا وهو تعزيز فكرة السلام وكراهية الحروب والتنفير منها. ومطالبة دولتهم بأن تكون دولة تدعم السلم العالمي وتساعد على نشره وتكره الحروب وتنأى بنفسها عن أوزارها وآثامها.
لذلك، رأى بعض المراقبين أن مشاركة بوتين في تلك التظاهرة تعني ميله إلى السلام وأنه ضد الحروب، في حين الوقائع تشير إلى غير ذلك؛ فروسيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية تورّطت أو شاركت في حروب عدة، كما حدث في أفغانستان.. تلك الحرب التي ساهمت في تفكك الاتحاد السوفيتي. ونراهم اليوم يتدخلون في الحرب الدائرة في سوريا لمصلحة طرف ضد آخر، في حين يفترض أن يكون دورهم راعياً للسلام.. ولا يخفى نصرتهم لدكتاتور مستبدٍّ مكروه من شعبه.
لذلك؛ كان ظهور بوتين في تظاهرة مناوئة للحرب وتدعو للسلام أمراً مستغرباً، ويا ليته مع قادته استذكروا مبادئ وعبر ودروس الانتصار على النازية، تلك الفكرة التي صاروا يدمرونها ويخرجونها من مضمونها الراقي، التي صيغت من أجله.
على هذا الأساس احتج المراقبون وبعض المنظمين لذلك الاحتفال على ظهور بوتين بينهم.. وكتب بعضهم مقالات في الصحافة تسخر من وجوده. نأمل في أن تكون تلك الاحتجاجات نقطة انطلاق تسهم في صحوة ضمير الشرفاء في روسيا ليتصدوا للحروب ويدعموا السلام في كل مكان في الأرض وأولها سوريا الجريحة.
د. عبدالمحسن حمادة



6/4/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com