الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
القمم الناجحة | رجوع

شهدت العاصمة الرياض خلال ثلاثة أيام ثلاث قمم مهمة. الأولى بين الملك سلمان والرئيس ترامب، والثانية بين قادة مجلس التعاون والرئيس ترامب، والثالثة بين 55 من قادة العالم العربي والإسلامي والرئيس ترامب.
شكراً للقيادة السعودية التي تمكنت خلال فترة وجيزة من حشد ذلك العدد الكبير من القادة العرب والمسلمين للاجتماع بالرئيس الأميركي. أميركا أقوى وأعظم دولة في العالم، ورئيسها ترامب كانت له آراء سلبية حادة عن المنطقة وقادتها، عبر عنها أثناء حملته الانتخابية. والآن بعد أن أصبح رئيسا لتلك الدولة العظمى صار من الضروري أن يتعرف على المنطقة عن قرب، فقد تؤدي زيارته للمنطقة إلى تغيير الكثير من تصوراته السلبية عن المنطقة وشعوبها إذا كانت لديه بالفعل تصورات سلبية عنها.
ولاشك أن ترامب كرئيس لابد أنه سيختلف عنه كمرشح. لقد أصبح الآن مسؤولا عن إدارة تلك الدولة العظمى. ومحاطا بمجموعة من المستشارين الذين سيساهمون في بلورة أفكاره وتوجهاته. جاء ليتعرف عن كثب على المشكلة التي تعاني منها المنطقة والعالم بأسره، ألا وهي مشكلة الإرهاب وكيفية مواجهته والقضاء عليه.
القضاء على الإرهاب يتطلب معرفة من يحتضنه ويوفر له الحماية ويديره ويمده بالفكر والمال والعتاد. أوضحت القمة من دون مواربة وبكل صراحة أن المنطقة لم تكن تعرف الإرهاب قبل ثورة الخميني قبل أربعة عقود فألغت مفهوم الدولة واستبدلته بمفهوم الثورة. وأعلنت أنها ستصدر مبادئ تلك الثورة وقيمها إلى العالم الإسلامي بادئة بجيرانها. وكان الهدف من تصدير مبادئ الثورة الإيرانية في أذهان قادتها السيطرة على تلك الدول وبسط النفوذ الإيراني لبعث الإمبراطورية الفارسية التي أسقطها الفتح الإسلامي. وحاول قادة طهران إخفاء تلك الأهداف برفع شعارات كـ«العداء لأميركا، والموت لإسرائيل والصهيونية، وتحرير القدس». ولقد أفسدوا موسم الحج أكثر من مرة بقيامهم بتظاهرات، رافعين تلك الشعارات مدعين أنهم يقومون ببراءة من الكفار. وسقط ضحايا من الحجاج نتيجة لتلك الممارسات الشاذة.
ولما أرادت طهران تحقيق أطماعها التوسعية، أرسل العملاء والجواسيس وشكلوا الميليشيات المسلحة الموالية في البلاد العربية. وأرادوا استنساخ تجربة نصر الله في البحرين عيسى قاسم، والحشد الشعبي في العراق، والنمر في السعودية، والحوثي في اليمن. وهكذا انعقدت تلك القمم المهمة في وقت كانت المنطقة بحاجة ماسة إليها. حيث كان الهدف منها إطفاء الحرائق في المنطقة. آملين أن تحقق تلك القمم أهدافها، ليعود الأمن إلى بلادنا والقضاء على الإرهاب.

د. عبد المحسن حمادة



6/4/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com