هناك جماعة من أبناء المجتمع تكره أن تراه هادئاً مستقراً، أو بعبارة أخرى تعتقد أن مصالحها لا تتحقق إلا في وجود مجتمع تسوده الفتنة؛ لذلك تعمل جاهدة لإغراق مجتمعنا في الفوضى، ظناً منها أنها ستتمكن من السيطرة على الدولة من خلال الفوضى. نتمنى أن يعلم هؤلاء أن أمن الكويت جزء من أمن الخليج، وأمن الخليج خط أحمر يصعب على أمثالكم اجتيازه.
حاول صدام أن يبتلع الكويت لما رأى التظاهرات والفوضى تعم المجتمع الكويتي، وذهب صدام وبقيت الكويت. وحاولت إيران إشعال الفتنة في البحرين أيام ما كان يسمى «الربيع العربي»، وفي عهد أميركا «الأوبامية»، حيث تحرّكت قوات درع الجزيرة وتمكّنت خلال أيام من إخماد الفتنة التي حاولوا إشعالها في البحرين. ولم يلتفت قادة تلك القوات إلى احتجاجات أوباما وفلسفته العقيمة، إيماناً من أولئك القادة بأن أمن البحرين جزء مهم من أمن الجزيرة العربية.
نأمل في أن تكون دولتنا أقوى عوداً، وأصلب إرادة، مما يتصور مثيرو الشغب، لا تخضع لتهديداتهم ولا ابتزازاتهم، وتقول لهم بكل شجاعة وبسالة كما قال الشاعر:
يا ناطحـــاً جبــلاً يومــاً لتوهنــــــه
أشفق على الرأس لا أشفق على الجبل
فينبغي أن يعلم هؤلاء أن الدولة أقوى منهم، ولا يرضى أي مواطن محب لوطنه أن يرى دولته ضعيفة مهزوزة أمام الحاقدين والطامعين. ولقد أثبتت نتائج الاستجواب المقدّم من بعض هؤلاء إلى سمو رئيس الوزراء فشلهم في الحصول على أغلبية نيابية تؤيد مطلبهم في عدم التعاون مع سمو رئيس الوزراء، تمهيداً لإسقاط الحكومة، حيث لم يؤيد هذا الطلب سوى 6 نواب، في حين جدّدت الأغلبية الثقة في سموه. كما جاء البيان الصادر عن أصحاب الجناسي المسحوبة صفعة موجعة لأولئك النواب، حيث طالب أصحاب الجناسي المسحوبة أولئك النواب بأن يرفعوا أيديهم عن قضيتهم.
إلا أن المؤزّمين لن يستسلموا لهذا الفشل، وسيبحثون عن سبل أخرى تعينهم على الاستمرار في افتعال أزمات جديدة، لأن أذهانهم خاوية من أي مشروع وطني يساهم في بناء الدولة وإصلاحها.
نتمنى أن يستمع المؤزّمون إلى ما يقوله كثير من الناخبين من استياء لأدائهم. ونتمنى أن تكون عند الناخبين الشجاعة ليقولوا في وجوههم ما يقولونه عنهم في غيابهم. ونشك في أن يستفيد المؤزّمون من أي نصائح توجّه إليهم، وسيستمرون في عنادهم وتكبرهم. فهم كم يصفهم أبو الطيب بقوله:
ومن البلية عذل من لا يرعوي
عن غيه وخطاب من لا يفهم
د. عبدالمحسن حمادة