الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
في عزاء الشلاحي | رجوع

«ومن مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما» (النساء: 93).
ذهبت لتقديم واجب العزاء في الشهيد محمد متعب الشلاحي المطيري. ولم أتشرف سابقا بمعرفة الشهيد ولا أسرته لكني ذهبت كما ذهب معظم الشعب الكويتي، الذي شعر بالحزن الشديد للحادث الآثم.يقتل  لقد سقط الشهيد ضحية للإرهاب الوحشي من جهات لا تتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم التي حرمها الدين الإسلامي وحرمتها القوانين الوضعية والمواثيق الدولية.
لقد عد الإسلام قتل الإنسان بصفة عامة من الكبائر، فكيف إذا كان الإنسان المقتول ظلما مسلما؟ فقد عظم الإسلام سفك دم المسلم وعده من الكبائر التي لا تغتفر. ففي هذا يقول (ص) بما معناه، «حرمة دم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة» ولقد تواترت الأحاديث الدالة على هذا المعنى.
لقد استمعت أثناء تواجدي في دار العزاء للشهيد إلى جماعة من معارفه وأصحابه الذين كانوا يتحدثون عن كرمه وطيب أخلاقه وحبه لعمل الخير والبر والإحسان. فبالرغم من أنه كان في ربيع عمره وزهرة شبابه لما اغتالته يد الشر إلا أنه اشتهر بحيويته ونشاطه والقدرة على جمع المال والثروة والكسب الحلال. ولما امتلك المال لم يبخل به على نفسه وأهله والإنفاق في عمل الخير. يا ليتني كنت أعرف الكثير عن الفقيد لأكتب عنه المزيد فهو يستحق الكتابة والثناء.
آمل ألا يذهب دم الفقيد هدرا. فالمخابرات التركية مخابرات قوية وذكية. وتركيا دولة كبرى وكانت لمدة قرون من أقوى دول العالم. وتملك اليوم ثالث أقوى جيش في العالم. وتزدهر فيها السياحة واقتصادها في نمو وتطور. لذا يجب ألا تترك دولة مثل تركيا أولئك المجرمين يفلتون من العقاب. نتمنى أن تنشط المخابرات التركية في تعقب الجناة والبحث عنهم بشتى الوسائل، والإمساك بهم لينالوا جزاء عقوبة جريمتهم الشنعاء التي ارتكبوها.
لقد التقطت صور لاؤلئك المجرمين وهم يرتكبون جريمتهم، وهم ملثمون ثم أحرقوا السيارة التي استخدموها وقت الجريمة إمعانا في تغطية جريمتهم.
لا شك أن مثل هذه الأساليب البدائية لا تنطلي على المخابرات التركية فأملنا أن تكون الخبرة التركية أقوى من تلك الأساليب العبثية. كما ينبغي أن يكون للكويت دور بارز في الكشف عن الجناة. فمن الضروري أن تكون دولة الكويت قد بعثت بأفراد من مخابراتها وأجهزتها الأمنية إلى اسطنبول للتعاون مع المخابرات التركية في البحث عن الجناة، وأن تضع مكافأة مالية لكل من يرشد عنهم.

د. عبدالمحسن حمادة



5/8/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com