الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
التهديد باستجواب رئيس الوزراء | رجوع

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي.
هذا البيت لطرفة بن العبد، وهو شاعر جاهلي، ويقال إنه لعدي بن زيد بن حماد، وهو أيضاً شاعر جاهلي، ويقال عنه إنه أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى. ما يهمنا في هذا البيت تأكيده أهمية اختيار الأصحاب والجلساء؛ لتأثر الإنسان بالأصحاب. فإذا جالس الأشرار أصبح شريراً، وإذا جالس الأخيار صار خيراً، وهذا يعني أن هذا المبدأ كان شائعاً منذ تلك العصور القديمة. ولما جاء الإسلام أكد هذا المبدأ وحث على حسن اختيار الأصحاب. وهناك آيات وأحاديث كثيرة تدل على ذلك «المرء على دين خليله» «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كبائع المسك ونافخ الكير». ثم أكدت الدراسات العلمية الحديثة ذلك، خصوصاً التربوية والنفسية والمتصلة بعلم الاجتماع والأخلاق والجريمة.
ولما أدركت الجماعات الدينية السياسية المتطرفة والمتشددة التأثير الكبير لجماعات الرفاق والأصحاب على التنشئة الاجتماعية بدأت تتصيد الشباب والأطفال في سن مبكرة وتربيهم على مبادئها وقيمها. وتتم تربية أولئك الضحايا على أيدي خبراء أعدتهم تلك الجماعات لهذا الخصوص. وتمكنت تلك الجماعات الدينية المتشددة بفضل تلك التربية الخطيرة من فصل أولئك الضحايا عن محيطهم الأسري والاجتماعي. ومن ثم أصبح أولئك الضحايا جزءًا من تلك الجماعات المتشددة يخضعون لتوجيهاتها وإرشاداتها الخطيرة. وما ظهور الإرهاب الخطير الذي أصبح يهدد الأمن العالمي والإقليمي إلا نتيجة لتلك التربية الشاذة، كما ساهمت تلك التربية في ظهور العنف السياسي.
ونعني بالعنف السياسي أن تلك الجماعة لا تفضل التفاهم بالحسنى ولا استخدام لغة الحوار للوصول إلى الحق والعدالة. بل تفضل فرض آرائها بالتهديد والعنف. ومن أمثلة ذلك ما هدد به بعض النواب باستجواب سمو رئيس الوزراء إن لم تعد الجناسي المسحوبة في 3 أبريل. من دون أن يكلفوا أنفسهم بدراسة ذلك الملف ليتعرفوا إن كانت الدولة لها الحق أم لا في اتخاذ ذلك الإجراء. ومن المؤكد أن الحكومة وسمو رئيس الوزراء لديهم الشجاعة للتصدي لتلك التهديدات في حق الدولة وتفنيدها. كما جاء التحرك الشعبي ضد تلك التهديدات لدعم موقف الدولة لمنع تلك الجماعة من فرض أجنداتها على الدولة ومصيرها.

د. عبدالمحسن حمادة



4/4/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com