الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
في رثاء بطل الكويت محمد البدر | رجوع

الناس صنفان موتى في حياتهم، وآخرون ببطن الأرض أحياء.
أحببت أن أبدأ رثائي في فقيد الكويت وحبيبها وبطلها المرحوم محمد البدر بهذا البيت، وهو إحدى حكم أمير الشعراء أحمد شوقي. ولا بد من التنويه إلى أنني في اختياري لهذا البيت لم أرد أن أقلل من أهمية أو قيمة كثير من الأحياء. فالبشر جميعا حياتهم مهمة. وقد خلقهم الله لغاية سامية. ولكنهم قد يتفاوتون في إدراك تلك الغاية.
عرفت الفقيد منذ عام 1957 لما ذهبت للدراسة في مصر وكان قد سبقني في الدراسة الى هناك والتحق بالكلية الحربية. وكانت في تلك الفترة لها طابعها الخاص. فقد اهتم فيها عبد الناصر اهتماماً كبيراً، خصوصاً بعد انتصاره على العدوان الثلاثي. ظنا منه أنه سيصبح زعيما عربيا وقادرا على توحيد العرب تحت قيادته وزعامته وأن القوات المسلحة ستكون ساعده الأيمن في تحقيق أهدافه وطموحاته؛ لذلك اهتم ناصر بالكلية الحربية وتطوير مناهجها لتساعده في تأسيس الجيش القوي الذي سيساعده في تحقيق أحلامه.
التحق فقيدنا الغالي في الكلية الحربية، فاستفاد من كل ما فيها من خبرات ودراسات نظرية وعملية وتدريبات ميدانية. فإذا أضيف إلى ذلك شخصيته القوية وحبه للكويت التي أحبها منذ طفولته وحتى لاقى ربه، لم يفارقه حبه لها في يوم من الأيام. ومن الأدلة الكثيرة التي توضح لنا حبك أيها البطل لبلادك ما يقال عنك في فترة الاحتلال أنك ترأست المقاومة وكنت تدور على المقاومين للاحتلال وترشدهم إلى العمل المناسب للدولة في تلك الفترة. ولما كان ينصحك بعض الأصدقاء بالخروج من الكويت لأن جيش الاحتلال قد سمع عنك ويبحث عنك، كنت تجيبهم «أنا سدرة عروقها في الكويت لما أطلع عن الكويت ابتعد عن عروقي واموت». ولما أسندت إليك الدولة ملف إزالة الاعتداءات على أملاك الدولة، فرح كل من يحب الكويت لذلك. لأنهم رأوا أن الاعتداءات على أملاك الدولة أصبحت فضيحة مكشوفة والسكوت عنها جريمة، ورأوا فيك الشخص القوي العادل الذي سيتمكن من إعادة حقوق الدولة كاملة. ولن يجامل قويا أو ضعيفا أو غنيا أو فقيرا أو قريبا أو بعيدا. فالجميع في نظرك متساوون حتى تأخذ الدولة حقها من كل معتد على أملاكها. وبالفعل أنجزت تلك المهمة بجدارة وكنت عند حسن ظن المواطنين.
رحمك الله يا فقيد الكويت وبطلها. وأقول في النهاية أنني عندما أرثيك أيها البطل فإن رثائي لك سيزيدني شرفا ويرفع من قدري وسمعتي. فإلى جنات الخلد أيها البطل.
د. عبدالمحسن حمادة



3/26/2017
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com