الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
الاسلام دين التسامح | رجوع
الاسلام دين التسامح

«وإن عاقبتفعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين» الآية في العنوان من سورة النحل، 126. وهي سورة مكية. ما عدا هذه الآية والتي بعدها، فقد نزلت بعد هزيمة المسلمين في غزوة أحد.م  وذلك لما رأى الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن هند بنت عتبة بن ربيعة أم معاوية وزوجة أبي سفيان التي حضرت أحداً وهي كافرة قد مثّلت بحمزة عم رسول الله بعد استشهاده، وشقت بطنه، وأخرجت كبده ولاكتها؛ انتقاماً من قتله لأبيها عتبة بن ربيعة وعمها شيبة بن ربيعة وأخيها الوليد بن عتبة الذين قتلوا في بدر. ولقد أثر ذلك المشهد في الرسول وغضب غضباً شديداً. وأقسم أنه لئن أظفره الله بهم ليمثلن بسبعين منهم مكان حمزة. فنزلت تلك الآية في الحال والرسول في شدة غضبه، تنبهه وترشده إلى أنه كنبي لا يجوز له أن يتصرف إلا في إطار أخلاق الدين الذي ابتعث لنشره. فالإسلام يكره الانتقام والحقد والمبالغة في الإسراف في القتل وأخذ الثأر، كما كان سائدا في الجاهلية. وإنما هو دين يحث على العدل والعفو والتسامح. وكفّر الرسول عن يمينه واكتفى بهدر دمها. ثم عفا عنها بعد أن جاءت مسلمة تائبة بعد الفتح وحسن إسلامها. وشهدت فتح العراق وفارس تشجع المجاهدين وتشد من أزرهم، وماتت في أواخر خلافة عمر، أو أوائل عهد عثمان رضي الله عنهما.
يتضح لنا من هذه الحادثة مدى سمو ونبل الإسلام الذي يحاول المتشددون من السنة والشيعة تشويه صورته، حيث نرى أتباع منظمة داعش الإرهابية وقبلها القاعدة، المحسوبين على السنة، يتصرفون تصرفات وحشية، فيشوهون صورة الإسلام وسمعته، ومن المعروف حسب ما نشر في الاعلام أن حكومة المالكي مكّنت «داعش» من الهروب من سجون العراق واحتلال أرض الأنبار الغنية بالثروة الزراعية والمياه والنفط، ويسكنها أغلبية عربية سنية. ومكّنهم من الاستيلاء على أسلحة جديدة اشتريت للجيش العراقي، قدرت قيمتها بمليار دولار، ومكنوا أيضا من الاستيلاء على ثروة نقدية تركت في المصرف المركزي قدرت بمليار دولار. كما قام نظام الأسد بالشيء نفسه عندما مكن أعضاء التنظيم الإرهابي من الهروب من سجون سوريا واحتلال جزء من الأراضي السورية. وتقدر المساحة التي سيطر عليها ذلك التنظيم الإرهابي من سوريا والعراق خلال أيام بنفس مساحة فرنسا. ولم يجر أي تحقيق لمعاقبة من فرط في أرض الأنبار والشام.
ولا تقل المنظمات المتطرفة الشيعية سوءا عن المنظمات الإرهابية السنية، إن لم تكن أسوأ منها، حيث أكدت المنظمات الدولية على أن قوات الحشد الشعبي العراقية ارتكبت خروقات في حقوق الانسان خلال معركة تحرير الموصل. وطالبت العشائر العربية بمنع هذه الميليشيات من المشاركة في تحرير الموصل، نظرا للانتهاكات التي ارتكبتها في الفلوجة وبلدة الغيارة. ولكن الحكومة العراقية لم تستمع لتلك المطالبات.
د. عبد المحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com

 



11/28/2016
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com