السبهان والخفاجي د عبد المحسن حمادة
ثامر السبهان سفير السعودية لدى
العراق، قام بدور بطولي وشجاع للدفاع عن عروبة العراق التي يريد البعض في إيران
طمسها، محاربين التاريخ والجغرافيا اللذين تمتلئ صفحاتهما بعروبة العراق. ويقومون
بنفس الشيء في سوريا بدعمهم للمجرم بشار ضد الشعب السوري العربي. ويساعد بعض
الساسة في ايران على تحقيق تلك الأهداف في العراق ميليشيات طائفية ابتدعوها في
الداخل العراقي والسوري واللبناني.. أصبحت تلك الميليشيات أقوى من جيش الدولة، وهي
ذات ميول طائفية انمحى منها ولاؤها للوطن، أما أوس الخفاجي فهو قائد ميليشيا أبو
الفضل العباس، وهي إحدى ميليشيات الحشد الشعبي، قال في لقاء تلفزيوني ان للحشد
ثأرا مع السبهان، وعدّ اغتياله شرفا لأي ميليشيا تنفذ العملية، ومن كلماته التي
تعبر عن نفسه الطائفي البغيض، ما قاله لاتباعه عند تحرير الفلوجة، إنها منبع
الإرهاب ولا يوجد فيها وطني ولا ملتزم دينيا، وهذه المعركة فرصة لتطهير العراق
واستئصال ورم الفلوجة منه وتطهير الإسلام منها، فهذا شرف يجب المشاركة فيه، ويجب
أن نكون من السباقين في هذه المدينة. ولعل الجرائم التي ارتكبت في الفلوجة بعد
تحريرها من داعش لدليل فاضح على ان تلك الميليشيا هي من قامت بتلك الجرائم، وقدم
مسؤولون عن محافظة نينوى أدلة مدعمة بالصور تؤكد ان ميليشيا الحشد هي من قامت
بالجرائم التي ارتكبت بالفلوجة وديالى..
في هذا الجو المشحون بالطائفية والكراهية للعرب اللتين زُرعتا، تحمس السبهان
للدفاع عن عروبة العراق وتصدى لأطماع الدول الخارجية في وطننا العربي ومن يريد
انتزاع هوية العراق العربية وإلباسه هوية أخرى. وعندما قام السبهان بتلك الأعمال
البطولية إنما كان يمثل سياسة دولته الجادة في مواجهة الأطماع الإيرانية. ولعلنا
نتذكر ما قاله المرحوم سعود الفيصل بعد أن رأى التعاون الأميركي – الإيراني في
العراق بعد احتلال أميركا للعراق، لقد قال للأميركان وبكل مرارة: «أميركا تقدم
العراق هدية لإيران على طبق من ذهب». وما أن تسلم السبهان مهامه كسفير لدولته في
العراق حتى بدأ اتصاله بالعشائر العربية ولمس منهم توجسا وتخوفا من التدخل
الإيراني في الشأن العراقي ومحاولاتها المستمرة تقوية اللوبي الإيراني وتغيير
التركيبة السكانية في المناطق العربية. وأرجع السبهان سبب عدم قبول السنة والكرد
دخول ميليشيا الحشد إلى مناطقهم لأن تلك الميليشيا غير مقبولة في المجتمع. ويؤكد
ذلك قرار مجلس محافظة نينوى بعدم قبول مشاركة ميليشيا الحشد في معركة تحرير
الموصل.
أربك نشاط السفير السعودي اللوبي الإيراني في العراق، ومن يسعى الى عزل العراق عن
محيطه العربي ويتخوفون من عودته الى محيطه. لأن هؤلاء يدركون جيدا أن العراق إذا
عاد إلى أحضان أمته فلن يكون جزءا من الأمة فحسب، بل سيكون قائدا لتلك الأمة وعقبة
كأداء في وجه الأطماع الخارجية. لذلك جن جنونهم من النشاط الفذ الذي يقوم به
السفير السعودي، وأدركوا خطورته على مشاريعهم التوسعية، فأوعزوا الى حلفائهم
ليتحركوا ضده. لذلك انبرى أحدهم وهو أوس الخفاجي ليتفوه بتلك الكلمات المتنافية مع
الأعراف الدولية، فلم نسمع عن أية دولة انها سمحت لأحد مواطنيها أن يهدد سفير دولة
أخرى بالقتل، ويترك من دون عقاب.
د. عبد المحسن حمادة
10/4/2016
|