الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
قراءة في مؤتمر المعارضة الإيرانية | رجوع

كشف لنا مؤتمر المعارضة الإيرانية، الذي عقد في باريس خلال شهر رمضان الماضي، أموراً مهمة كثيرة. وسنلقي عليها الضوء على الرغم من أننا نعتقد أن معظمها كان معروفاً، منها أن إيران تتكون من مجموعة من الشعوب والقوميات، مثل الفرس والعرب والبلوش والأكراد والأتراك الأذريين. وبيّن المؤتمر أن الفرس المسيطرين على الدولة لا تتجاوز نسبتهم %40 من نسبة السكان، حتى هذه النسبة من الإيرانيين الفرس يعارض أغلبيتها النظام الديني الذي فرضته السلطة الحاكمة على الدولة. فهم يفضّلون نظاماً مدنياً تتداول فيه السلطة بشكل سلمي ديموقراطي، كما هو موجود في معظم دول العالم.
ومما يؤكد أهمية ذلك المؤتمر ذلك الحضور الكبير والتنظيم الهائل له، وقد حضره أكثر من 100 ألف مشارك، وحضرته شخصيات مهمة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعرب وجنسيات مختلفة، منهم وزراء ومسؤولون كبار في الدولة. واهتمت وسائل الإعلام المختلفة بنقل وقائع المؤتمر خلال أيامه الثلاثة.
ومن القضايا البارزة التي ناقشها المؤتمرون العنصرية والاضطهاد العرقي اللذان يمارسان ضد الشعوب غير الفارسية التي تعيش في إيران كالعرب والأذريين والبلوش. ولقد حاول كل عنصر شرح قضيته، فعرب الأهواز على سبيل المثال والبالغ عددهم 10 ملايين نسمة يدعون أنهم قبل 1925 لم يكونوا جزءاً من الدولة الإيرانية، بل ضموا إليها. وانهم يعانون الاضطهاد العنصري والعرقي. ومحظور عليهم حتى تسمية المواليد بأسماء عربية وكذلك الشوارع. وعلى الرغم من أن الثروة النفطية، التي تمول إيران، ينبع معظمها من أراضيهم، فإن عائدات هذه الثروة تذهب إلى طهران، في حين يعيش عرب الأهواز على هامش الفقر. وكذلك الحال مع الأذريين البالغ تعدادهم ما بين 16 إلى 20 مليون نسمة والبلوش والأكراد.
فإذا كان المجتمع الإيراني بهذه الصورة يتكون من عدد من القوميات والطوائف ويعاني التمييز العنصري والعرقي والطائفي، كما تردد في المؤتمر وذكرته السيدة مريم رجوي التي ترأست المؤتمر ومنظمتها مجاهدي خلق التي تعتبر من الإيرانيين الفرس المعارضين لسياسات السلطة، خصوصاً انشغال الدولة بالحروب وإهمالها للتنمية داخل إيران، إذا كان المجتمع الإيراني بهذه الصورة، فلماذا تتدخل إيران في المنطقة، مدعية أنها تدافع عن حقوق المظلومين؟
د. عبدالمحسن حمادة



8/9/2016
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com