الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
كيف نواجه النوايا التوسعية؟ | رجوع

كيف نواجه النوايا التوسعية؟

عبدالمحسن-حمادة-2

كيف نواجه النوايا التوسعية؟

لا أحد يحب الحرب، ولا يشجع عليها لما ينتج عنها من دمار وخسائر جسيمة. وقد وصفها زهير بن أبي سلمى بقوله:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم
وما هو عنها بالحديث المرجم
فالحديث عن أضرار الحرب، كما يقول زهير، ليس من قبيل التنبؤ أو رجما بالغيب، بل من قبيل الواقع والخبرة التي يشاهد آثارها الخبراء الذين يقومون في أعقاب الحروب بدراسة تلك الآثار على المجتمعات التي خاصت تلك الحروب. فإذا كان الشاعر الجاهلي لمس أضرار الحروب في عصره عندما كانت أدواتها السيف والرمح؛ فكيف ستكون آثارها الضارة الآن في ظل استخدام الأسلحة الفتاكة؟
وعلى الرغم من كراهية الشعوب للحروب، فإننا نعتقد وبكل أسف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ساهمت في ثلاثة حروب، وهي في سوريا والعراق واليمن. ظنا منها أنها من خلال تلك الحروب ستتمكن من إخضاع المنطقة لنفوذها، ربما لإعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية التي أسقطها الفتح الإسلامي. ويحاول بعض ساسة إيران تغطيتها بما يسمونه تصدير مبادئ الثورة، ولتحقيق هذه الأهداف أقامت إيران ميليشيات داخل البلاد العربية، ربما لتكون بمنزلة حصان طروادة أو الجسر الذي يمكن الإيرانيون العبور منه إلى داخل الوطن العربي.. أمثال حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن والنمر في السعودية وعيسى قاسم في البحرين. والدليل على ذلك أنه لما تم تنفيذ حكم الإعدام في الشيخ النمر، هاجمت إيران
ونصر الله السعودية لتنفيذ ذلك الحكم. ولما أسقطت البحرين الجنسية عن عيسى قاسم، قال قاسم سليماني رئيس الحرس الثوري الإيراني: إن عيسى قاسم خط أحمر وتجاوزه يعني إشعال النار في البحرين، وستكون بداية لانتفاضة دامية. وقال مثل هذا القول هادي العامري رئيس الحشد الشعبى العراقي، وكذلك صرح قيس خزعلي قائد عصائب أهل الحق العراقي، وقال حسن نصر الله ما قاله ايضا في هذا الشأن، وأضاف في خطابه الأخير إن تطبيق المصارف اللبنانية العقوبات الأميركية ضد حزبه لن يؤثر فيه، لأن جميع الأموال والأسلحة تأتيه من جمهورية إيران الإسلامية. وهذا اعتراف منه أنه ميليشيا في المنطقة يعمل لخدمة مصالح إيران. وأكد مجلس محافظة الأنبار أن ميليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران أضرمت النار في عدد كبير من مساجد الفلوجة التي رفضت مشاركتها في تحرير المدينة، وسلبت الكثير من محتويات منازل الأهالي، وتم ذلك أمام المسؤولين، وسلم سياسيون عراقيون رئيس الوزراء ملفا كاملا عن انتهاكات ميليشيا الحشد الشعبي، ولكنه لم يتجاوب معهم. بل برر تلك الانتهاكات ومهد لإشراكهم في تحرير الموصل. كما رفضت ميليشيا الحشد الشعبي طلب عشائر الأنبار الانسحاب من الفلوجة، وقال رئيس الحشد الشعبي إن قواته ستبقى في المناطق التي تسيطر عليها في الفلوجة. نتمنى ألا يعني هذا كله أن العراق قد وقع في حرب أهلية قد تمزقه.

د. عبد المحسن حمادة



7/5/2016
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com