الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
بعد أن تضع الحرب أوزارها | رجوع
  • كتاب وآراء
  • الرئيسية / كتاب وآراء / بعد أن تضع الحرب أوزارها

    بعد أن تضع الحرب أوزارها

    عبدالمحسن-حمادة-2

    بعد أن تضع الحرب أوزارها

    ماذا سيكون عليه وضع نصر الله بعد أن تضع الحرب السورية أوزارها وينتصر الشعب السوري؟ وهذا أمر متوقّع، مهما بدا في الوقت الراهن أن الكفة أصبحت تميل الى مصلحة النظام. إن الشعب السوري لن يسمح لمثل هذا الطاغية بأن يستمر في حكم الدولة السورية بعد الجرائم البشعة التي ارتكبها في حق ذلك الشعب. لقد ثار الشعب السوري ضد الطغيان، وأراد أن يحكم كما تحكم معظم الشعوب المتقدمة بنظام ديموقراطي، يحترم حقوق الشعب. وقابل المستبد تلك المطالب المشروعة بالحديد والنار، وازدادت الثورة إصراراً على تحقيق تلك المطالب.
    ولما يئس المستبد من إخماد ثورة الشعب السوري، استعان بإيران وبالميليشيات الطائفية والمذهبية التي أسسها لتعينه على تحقيق أطماعه في المنطقة، ولما استعصت على هؤلاء جميعا هزيمة الثورة السورية استعانوا بالدب الروسي، وتدخلت روسيا لحماية نظام الأسد وحلفائه.
    لا شك في أن التدخل الروسي قد قلب الموازين على الأرض. فاستطاع أن يطيل من أمد نظام الأسد، الذي كان آيلا للسقوط. ولكنه لم يستطع كسر إرادة المقاومة وإصرار الشعب السوري على إسقاط ذلك النظام. وقد تتذكر روسيا هزيمتها المؤلمة التي تلقتها في أفغانستان، وكيف أدت إلى تفكّك الاتحاد السوفيتي وانهياره، ومن ثم قد تربط بين تلك النتائج والأخطار المتوقعة على الدولة الروسية، في حالة استمرار تورطها في المستنقع السوري. عندئذ قد يبحث الروس عن مخرج يجنّبهم مزيداً من التورّط في المستنقع السوري. وإذا انسحبت روسيا قبل أن تتمكن من هزيمة الثورة السورية فإن إيران أيضا مرشحة للانسحاب من تلك الحرب الطويلة والباهظة التكاليف. خاصة أننا بدأنا نسمع أخبارا تفيد بأن كثيرا من الشعب الإيراني أصبح يشعر بالملل من السياسات التي يمارسها أغلب القادة الإيرانيين وإقحام إيران في حروب وعداء مع الدول المجاورة وإهمالها للتنمية الإيرانية. وبدأ بعض المحتجين الإيرانيين يرددون في تظاهراتهم هتافات، مثل «لا سوريا ولا لبنان، روحي فداك يا إيران».
    وبعد انسحاب الروس والإيرانيين من تلك الحرب ستنسحب معها كل الميليشيات المذهبية، عراقية كانت أو أفغانية أو لبنانية، والتي جاءت كما ينشر في الاعلام، لتحارب الشعب السوري بأوامر إيرانية. عندئذ ستصبح هزيمة نظام الأسد سهلة ومؤكدة. ونرجو من الله تعالى أن يحقّق للشعب السوري آماله، ويهيئ له الظروف التي تساعد على تمكنه من بناء حكومة ديموقراطية عادلة تعوض الشعب السوري عن المعاناة والبؤس اللذين عانى منهما طيلة حكم بشار ووالده. ومن ثم ستعود سوريا إلى أحضان العرب وستنسحب من الحلف الإيراني. ونأمل في ألا تفكر الدولة السورية العادلة بالانتقام، بل تركز على بناء الدولة وإسعاد الشعب السوري. وفي هذه الحال ستفقد إيران الممر البري الوحيد الذي يمكنها من مد نصر الله ومنظمته الإرهابية بالسلاح والخبراء؛ عندئذ ستكون لدى اللبنانيين فرصة سانحة للتخلص من تلك المنظمة الإرهابية التي أرادت أن تدمر لبنان وديموقراطيته، وأن تفرض إرادتها على الدولة بقوة السلاح. وأن يتمكن اللبنانيون من تحقيق مطلبهم الرئيسي الذي ينادي بالتخلص من الميليشيات المسلحة، وأن أي سلاح خارج الجيش غير شرعي ويجب التخلص منه.

    د. عبد المحسن حمادة



    6/8/2016
     
     
     
     
    الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
    تصميم و برمجة
    q8portals.com