ثورة الشعب العراقي ضد الفساد والنفوذ الإيراني | رجوع
ثورة الشعب العراقي ضد الفساد والنفوذ الإيراني الفساد في العراق وتوسع النفوذ الإيراني فيه وجهان لعملة واحدة. إيران تريد إضعاف العراق، وتوجه عملاءها لتحقيق ذلك. لذلك شهد العراق تظاهرات شعبية، يطالب المتظاهرون بالإصلاح ومحاكمة المفسدين وتقليص النفوذ الإيراني. ومن الشعارات التي يرددها المحتجون «يا إيران برة برة أرض العراق حرة حرة». تجاوب رئيس الوزراء مع مطالب المتظاهرين، وأطاح بنواب لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، وأحال المشتبه بهم بالفساد إلى القضاء، وكان على رأسهم نوري المالكي، ودعم السيستاني تلك الإجراءات. وكان المتظاهرون يركزون على الفساد في عهد المالكي. ويشاع أن في عهده سيطر نجله أحمد على العقود والمناقصات المهمة، وتبيّن من خلال مراجعة عقود التسلح، أن حكومة المالكي أخذت مليارات الدولارات من دون وجود أسلحة، وأن العديد من الأسلحة تم شراؤها بأسعار أكثر مما تستحق، وأن معظمها كان مستهلكاً. كما تبيّن من وجود عناصر من الجيش والشرطة الوهميين، وغيرها من أنباء الفساد. قضت حكومة المالكي بذلك الفساد على مؤسسات الدولة، فتحول العراق إلى دولة ضعيفة، استطاع تنظيم داعش الإرهابي أن يستولي على ثلث العراق. ثار الشعب على عراق ضعيف ليس فيه جيش وطني، بل هناك ميليشيات موالية لإيران تساهم في تفكيك العراق. ثار الشعب على أموال العراق التي نهبت، ألف مليار دولار رصدت لإقامة مشاريع اقتصادية وصناعية وزراعية وتحسين خدمات الصحة والكهرباء والسكن والماء، وأنفقت تلك المليارات، ولم ير العراق أي مشروع أقيم على أرضه. غطت البضائع الإيرانية الكاسدة أسواق العراق تنفيعاً لإيران، وسكن العراقيون العشوائيات وبيوت الصفيح، مع انعدام الخدمات في كل مناحي الحياة، وهو أغنى دول العالم. ويقال ان المالكي لم يأخذ موافقة البرلمان على نفقات حكومته، ولم يطلعهم عليها إلا بعد خروجه من الحكم، حيث أرسل ميزانيات ست سنوات معاً. كما طالب المحتجون بإصلاح القضاء، وإبعاد رجال المالكي عنه. استدعت إيران المالكي بحجة المشاركة في ندوة عن التشيع، ثم رجع إلى بغداد وبصحبته الجنرال سليماني، وحضرا اجتماعا للهيئة السياسية للتحالف الوطني الشيعي الحاكم. وكان الاجتماع برئاسة ابراهيم الجعفري ومشاركة المالكي ومقتدى الصدر وعمار الحكيم وهادي العامري. وحضر العبادي الاجتماع. وتحدث سليماني في الاجتماع بما يوحي أن القيادة الإيرانية غير راضية عن كثير من الاصلاحات التي يقوم بها العبادي، لاسيما التي تشكل مساسا بالمالكي، اعترض العبادي على وجود سليماني، وقال ان هذا اجتماع عراقي لا يجوز لأي دولة التدخل فيه. فخرج سليماني غاضبا من الاجتماع. نتمنى أن يتمكن الشعب العراقي أن يخلص العراق من النفوذ الإيراني وإعادته إلى أحضان أمته وقوته. الحمد لله أن ثورة العراق ضد النفوذ الإيراني بدأت من جنوب العراق، الذي توهم الفرس انهم سيطروا عليه فكريا. وأثبت عرب الجنوب أنهم حريصون على بناء عراق موحد قوي مزدهر. نأمل أن تستمر ثورة الشعب العراقي لغاية تحقيق أهدافها وتعيد العراق إلى أمته. د. عبدالمحسن حمادة D_hamadah@hotmail.com
10/20/2015
|