سقوط الرافعة وضحايا حافلة السياح المكسيكيين
حادثان مؤلمان حدثا في وطننا العربي، الأول سقوط الرافعة في الحرم المكي. وأودى الحادث بحياة 107 وإصابة 238 آخرين، وشُكلت لجنة تحقيق فنية لمعرفة أسباب الحادث وملابساته. وزار خادم الحرمين مكان الحادث ليتعرف بنفسه على ملابساته، واستمع إلى شرح الفنيين، ثم زار الجرحى ليطمئن على صحتهم. وقالت إحدى الحاجات الإيرانيات انها شعرت بارتفاع معنوياتها وتحسن صحتها حينما دخل عليها الملك سلمان ليطمئن على صحتها. وأنها لم تكن تتوقع حتى تلك اللحظة أن من يزورها هو ملك السعودية، بل لم تكن تتوقع أن ملكا لأي دولة سيزورها في يوم من الأيام. وبعد تسلم خادم الحرمين التقرير أصدر مجموعة من القرارات المهمة، فقرر صرف مليون ريال لأسرة كل شهيد، وكذلك لكل مصاب بإصابة بليغة نتجت عنها إعاقة بالغة، وصرف 500 ألف ريال لبقية المصابين. وأعلن الملك أنه سيستضيف اثنين من أقارب كل متوفى من حجاج الخارج، ليكونوا ضمن ضيوف خادم الحرمين في الحج العام المقبل، ومنح ذوي المصابين الذين يتطلب الأمر بقاءهم في المستشفيات تأشيرات زيارة خاصة لزيارتهم والاعتناء بهم. ومنع مجموعة بن لادن السعودية من الدخول في أي مناقصات أو مشاريع جديدة. ولا يرفع المنع إلا بعد صدور الأحكام القضائية.
حكم عادل ومنصف راعى حقوق الضحايا الذين تسميهم المملكة ضيوف الرحمن بسرعة فائقة. علاوة على ذلك أعطى الملك الحق لكل متضرر لم تعجبه تلك الإجراءات أن يلجأ إلى المحاكم ليطالب بما يراه، والمملكة مستعدة لتنفيذ ما يراه القضاء. أسعد هذا الحكم كل عربي ومسلم وشرفه أن يكون له حكام عادلون يؤدون حقوق المتضررين قبل أن يطالبوا بها.
أما الحدث الثاني فقد وقع في منطقة الواحات البحرية، حيث أطلقت قوات مشتركة من الجيش والشرطة المصرية النار بالخطأ على فوج من السياح، وأسفر الحادث عن سقوط 12 ضحية وإصابة 10، وكان ضمن الضحايا 8 يحملون الجنسية المكسيكية. لذا دعا الرئيس المكسيكي مصر لإجراء تحقيق شامل حول الواقعة. وقال رئيس النيابة الذي يحقق بالواقعة إن النيابة عثرت خلال معاينة موقع الحادث على مخزن متفجرات تابع لخلية بيت المقدس الإرهابية. وقال مصدر أمني إن القافلة لم تحصل على تصريح أمني، بينما قال نائب المرشدين السياحيين في مصر إن الرحلة حصلت على تصريح أمني، وألقى باللوم على غياب التنسيق بين قطاع السياحة ووزارة الداخلية. واتصل الرئيس السيسي بنظيره المكسيكي يعزيه بالحادث، وزار محلب، رئيس وزراء مصر المستقيل، الجرحى بالمستشفى ليطمئن على صحتهم، وحضرت وزيرة الخارجية المكسيكية إلى مصر، وبعد زيارتها المصابين قالت إن الحادث أليم وغير مسبوق، ومصر مستعدة لتشكيل لجنة تحقيقات مشتركة، وإن الرئيس المكسيكي سيزور مصر للاطلاع على نتائج التحقيقات. وقال الرئيس السيسي أثناء استقباله للوزيرة إننا نتوقع من أصدقائنا في المكسيك تفهم الظروف الأمنية التي نمر بها، خاصة في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب.. لذا أعربت الوزيرة عن تقديرها للاهتمام الذي أبداه الرئيس. الموقف المصري موقف ممتاز، ونتمنى أن تبدي مصر استعدادها لتعويض الضحايا والمصابين الذين سقطوا على أرضها، دعماً للعدالة وترضية لشعب المكسيك الصديق.
د عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com