هذه بضاعتكم ردت اليكم يا نصرالله، أصبحت مرفوضة من الشعب العربي، لا يتقبلها إلا خائن لأمته. لقد أطاح تدخلكم بالشأن السوري ورقة التوت التي كنتم تتسترون بها وتدعون أنكم أسياد المقاومة والممانعة. وتصف أنصارك بأنهم أشرف الناس وأنبل الناس، وأن سلاحكم مقدس، يجب ألا يمس لأنه سلاح المقاومة والممانعة الموجه ضد إسرائيل والصهيونية، لقد كشف قتالكم للشعب السوري على مدى أربع سنوات انكم تقاتلون شعبا ثار على نظام مستبد، وأراد أن يقيم نظاما ديموقراطيا فناصرتم الاستبداد.
ماذا تريدون من بلادنا الكويت؟ هذه الدولة الجميلة النظيفة التي بنيناها بأيدينا وأرواحنا وعقولنا وأموالنا، وأيدي الوافدين الذين جاؤوا إلى هذه الأرض طلبا للرزق والحياة الكريمة؟ ماذا تريدون من هذه الأرض الطيبة المملوءة بالحب، التي قدمت المساعدات بلا منّة ولا أذى، بل تراه واجباً عليها لمن يحتاج من الدول العربية والإسلامية وغيرها؟ وكان لبنان البلد الذي تعيش فيه يا نصر الله من الدول التي قدمت لها الكويت المساعدات. وكانت من ضمنها مساعدات لإصلاح الخراب، الذي لحق بلبنان نتيجة مغامراتك. تجلبون السلاح وتخزنونه في مزارعنا. تخفون تحت أرضنا قذائف الـ«آر.بي.جي» والمتفجرات لتحاربوننا بها.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يطول فيها إرهابكم الأسود بلادنا الحبيبة، بل عرفناه في مطلع الثمانينات، حيث تم اعتقال مصطفى بدر الدين 1983، وهو قيادي في حزب الله مع خلية ارهابية لتفجيره السفارة الأميركية لدى الكويت. وشنت خلايا حزب الله الإرهابية أعمالا إرهابية ضد الكويت، لإجبارها على إطلاق سراح بدر الدين أو الياس صعب، منها محاولة تفجير مصفاة النفط، وفي 1985 تم تفجير موكب الأمير الراحل جابر الأحمد، المحبوب من شعبه وأمته والإنسانية. وفي 1988 اتهم عماد مغنية بخطف طائرة الركاب الجابرية، وقتل اثنين من أمن الطائرة، والقى بهما من باب الطائرة. كما امتد ارهابكم إلى البحرين، ففي 2013 أشعلتم فتنة طائفية في تلك الدولة الشقيقة، وأمددتم مجموعاتكم الإرهابية بالسلاح لتقوم بتفجيرات وأعمال عنف. وتصدت لكم قوات درع الجزيرة وهزمتكم شر هزيمة. كما ساعدتم للاستيلاء على حكم اليمن. ولكن دول التحالف بقيادة السعودية قدمت المساعدات للشعب اليمني لإعادة اليمن لأهله. ثم رحتم في قناة المنار تكيلون الشتائم للسعودية ودول الخليج، لموقفها الحازم من منع النفوذ الخارجي من الوصول إلى أرض الجزيرة العربية. وتزعمون أن السعودية ستهزم في اليمن والبحرين، وأن النصر الإلهي سيتحقق لأنصاركم.
د. عبدالمحسن حمادة
d_hamadah@hotmail.com