الرئيسية   |   اتصل بنا 
 
 
 
 
 
 
انقلاب حماس يعرقل قيام دولة فلسطينية | رجوع
انقلاب حماس يعرقل قيام دولة فلسطينية
لاشك في أن انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية إيذان بقيام دولتين فلسطينيتين؛ إسلامية في غزة، والسلطة الموصوفة بالحكومة الليبرالية في الضفة. وبدأت حركة حماس بايديولوجيتها الدينية تتاجر في القضية الفلسطينية وتبرر الانقلاب، مدعية أنها ترفض مفاوضات السلام، وتطالب بتحرير أرض فلسطين بكامل ترابها من النهر إلى البحر. وتصف من يعارضها بالعمالة لإسرائيل. كانت منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني تفاوض على قيام دولة فلسطينية في حدود الأراضي المحتلة عام 1967 ممثلة بالضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس. وكانت معظم دول العالم بما فيها الاتحاد الأوروبي والفاتيكان تدعم قيام دولة فلسطينية ديموقراطية ومستقلة قابلة للحياة تعيش جنبا إلى جانب إسرائيل. وكانت المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي قد بدأت بعد توقيع اتفاقية أوسلو 1993، وبموجب هذه الاتفاقية انتقلت السلطة الوطنية الفلسطينية، وهي سلطة ذات حكم ذاتي إلى الضفة الغربية، واتخذت من رام الله عاصمة إدارية مؤقتة أقامت فيها السلطة مكاتب لوزارات السلطة الوطنية حتى تستكمل المفاوضات، وتكون القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية. كما اقامت السلطة مكاتب إدارية في قطاع غزة. ولكن بعد اغتيال رابين 1995 ثم وفاة عرفات 2004 بدأت الحكومة الإسرائيلية تماطل في تنفيذ اتفاقية أوسلو. ثم توقفت المفاوضات بسبب رفض إسرائيل الطلب الفلسطيني في سبتمبر 2010 بتجميد الاستيطان كشرط قبل استئناف عملية المفاوضات. كما يعرض الفلسطينيون إجراء حوار لا يتخذ صفة المفاوضات في حال اطلاق سراح فلسطينيين مسجونين قبل اتفاقية أوسلو. بينما يصر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على إجراء مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة.
ترى منظمة التحرير الفلسطينية ان الشعب الفلسطيني يعيش في مأساة منذ أكثر من 70 عاما. ومن حقه أن يرتاح في حدود دولة آمنة. وما دام معظم دول العالم بما فيها الدول الكبرى ترى أن أفضل حل يتمثل بقيام دولة فلسطينية آمنة وديموقراطية تقام على الأراضي المحتلة 1967. لذلك ترى المنظمة أن على الشعب الفلسطيني أن يقبل بهذا الحل، خصوصا ان جميع الدول العربية في مؤتمر بيروت 2002 اقرت مبادرة السلام التي قدمها المرحوم الملك عبد الله عندما كان وليا للعهد.. قدم بموجبها مبادرة سلام دائم مع اسرائيل اذا انسحبت من الاراضي التي احتلتها عام 67. قد دعم القادة العرب هذا التوجه. ورأوا أنهم سيقيمون سلاما مع إسرائيل إذا رضت بهذا التوجه. وأنهم سيدعمون الدولة الفلسطينية عند قيامها بما تحتاج إليه من مال وخبرات. طبعا إسرائيل تعارض هذا القرار وتريد الاحتفاظ بالضفة وتبحث عن مبررات لتعطيل قيام الدولتين. ولا شك في ان انقلاب حماس أعطى إسرائيل مبررا لعرقلة المفاوضات التي ستؤدي لقيام الدولتين. وحاولت معظم الدول العربية الإصلاح بين المنظمة وحماس، ونادوا بإقامة حكومة مصالحة وطنية وإجراء انتخابات في الضفة والقطاع تكون الحكومة الفائزة هي التي تحكم فلسطين. ورفضت حماس تلك الحلول، وعرقلت عمل لجنة الانتخابات المركزية في القطاع لعلمها أن شعبيتها قد قلت، وأنها ستخسر تلك الانتخابات. 


د. عبدالمحسن حمادة
D_hamadah@hotmail.com



8/25/2015
 
 
 
 
الموقع الرسمي لـعبدالمحسن حماده © 2011
تصميم و برمجة
q8portals.com