حتمية هزيمة الإرهاب الإخواني ضد الدولة المصرية ">مارس الإخوان الإرهاب في عهد الملكية، فتم حظر نشاطهم السياسي والتجاري. ولما قامت ثورة 23 يوليو أشاع قادتهم أن رجال الثورة من الإخوان، فخرجوا بتظاهرة كبيرة هاتفين الإخوان فداء الثورة.. ولكنهم بعد شهور قرروا الدخول بمواجهة معهم، فتم حل جمعيتهم والقبض على مجموعة منهم، ورتب الإخوان تظاهرة بدأت من جامعة القاهرة على أن يكون التلاقي في ميدان عابدين. وفي نهاية جسر قصر النيل حدثت اشتباكات وسقط عدد من الإخوان بين قتيل وجريح. ثم توجهت المسيرة ناحية ميدان عابدين. وأخذ المرحوم عبد القادر عودة قميص أحد الجرحى، وهو مضرج بالدماء، وطاف به في الميدان منددا بما حدث. وندد خالد محي الدين بما حدث، وظن الإخوان أن هناك انقساما بين أعضاء مجلس الثورة. وطلب اللواء نجيب من عبد القادر عودة الصعود إلى القصر، وبعد صعوده اشار بيده فسكت جميع من في الميدان، وقدم للجماهير اللواء نجيب ليستمعوا إليه ووعد بإطلاق الحريات. ظن الإخوان أنه كان بامكانهم اقتحام القصر واعتقال قادة الثورة والاستيلاء على الحكم، ولكنهم فضلوا ان يكون ذلك مجرد إنذار لرجال الثورة ليخضعوا لأوامر الإخوان. ولكن بعد تلك الأحداث انفرد عبد الناصر بالسلطة وقدم الإخوان لمحاكم عسكرية وأعدم بعض قادتهم واستعان بهم السادات لضرب مراكز القوى التي نازعته السلطة، وتم اغتياله بتدبير منهم. ويعتبر عهد مبارك العصر الذهبي للإخوان، حيث بلغ عدد نوابهم في مجلس 2005 ما يقرب من 120 عضوا، وسيطروا على غالبية النقابات المهنية، ثم تبين أنهم يخططون مع الأميركان لإسقاط نظام مبارك. ولما تنحى مبارك وفاز ممثلهم مرسي بانتخابات مشكوك في نتائجها، نزلوا الميدان وارادوا فرض تلك النتائج أو حرق مصر. واضطرت اللجنة العليا للانتخابات خوفا على سلامة مصر إلى إعلان فوز مرسي. وبعد تمكنه من السلطة أقال المجلس العسكري، الذي سلمه راية الحكم وأصدر الإعلان الدستوري الدكتاتوري الذي حصن فيه قراراته. وعزل النائب العام وعين نائبا عاما إخوانيا، ومنح مجلس الشورى، الذي لم ينتخبه سوى %7، سلطة التشريع بعد أن عين فيه 90 نائبا غالبيتهم من الإخوان، وتقدمت الجماعة الإسلامية في مجلس الشورى بمشروع قانون لتعديل قانون السلطة القضائية يقضي بخفض سن التقاعد للقضاة من 70 إلى 60، وسيؤدي تطبيقه إلى عزل 3500 من شيوخ القضاة ليحل محلهم الإخوان في محاولة من الإخوان للهيمنة على جميع مفاصل الدولة. ثار الشعب ضد ذك الطغيان وساند الجيش الثورة الشعبية وأسقطوا دولة الإخوان. ومنذ سقوطهم وهم يمارسون الإرهاب ضد الدولة. ويبدو أن ارهابهم في هذه المرة يفوق ما سبق، إذ تبين منذ سقوط مرسي وخاصة بعد اغتيال النائب العام قبل أسبوعين، وخروج أكثر من 300 عنصر من عناصرهم في شمال سيناء مدربين على القتال بشكل جيد. واستطاع الجيش المصري إبادة تلك المجموعة في أقل من يومين. وقال السيسي إن الجيش المصري الذي واجه الإرهابيين لا يزيد على %1 من مجموع الجيش المصري، وأن الجيش المصري بكامله ووراءه الشعب المصري، على أتم الاستعداد للدفاع عن أرض مصر. ولكن قادة الإخوان لن يتعظوا وسيستمرون بممارسة الاخطاء نفسها.
د. عبد المحسن حمادة D_hamadah@hotmail.com |