إلى رحمة الله يا مطفئ الحرائق ">فجعت الكويت، وكل من يحبها ويحب استقرارها، بسماع النبأ الأليم الذي يخبرهم برحيلك المفاجئ يا أبا عبد المحسن عن دنيانا. كنت محبا للكويت وشعبها وأمنها واستقرارها.. وأعرف عندما أرثيك يا أبا عبد المحسن أنني لا أستطيع أن أقدم عنك جديدا، بعد أن امتلأت الصحف بمقالات وأخبار تتحدث عما قدمته من عطاء تعبر به عن حبك وإخلاصك لوطنك. ولكني أريد أن أكتب عنك لشعوري بأن رثاءك والكتابة عنك أراهما واجبا وطنيا إن لم أقم به فسأشعر بأنني قصرت في أداء واجب لهذا الوطن. ذهبت لتقديم واجب العزاء إلى قصر العائلة الذي شيده والدك المرحوم محمد الخرافي في منطقة البدع. فوجدته مكتظا بجموع غفيرة من المواطنين والوافدين ومن جاء من خارج الكويت لتقديم واجب العزاء في فقدانك أيها الإنسان النبيل. وجدته بعد رحيلك مكتظا بالبشر كما كان حال ذلك القصر يكتظ دائما بالناس في مناسبات الأفراح والأحزان أثناء وجودك أو أثناء حياة المرحوم والدك. وكذلك كان الحال في ديوان العائلة الذي كان مقاما على ساحل البحر في حي القبلة من مدينة الكويت أثناء وجود المرحوم جدك عبد المحسن الخرافي. أنتم عائلة كريمة لم يزدكم الثراء إلا تواضعا، أحبكم أهل الكويت وأحببتموهم. تشاركون الناس في الأفراح والأحزان، ولا تترددون في تقديم المساعدة للمحتاجين أو لأي مشروع وطني تحتاج إليه الدولة. لذلك انتقل حب الناس لعائلتكم من الاجداد إلى الآباء ثم إلى الأبناء، وأصبح موصولا ولم ينقطع. لذلك يدرك شباب الأسرة أهمية الأخلاق الكريمة التي اشتهرت بها الأسرة، لذلك هم متمسكون بالتواصل مع الناس والتواضع. ومن الصعوبة أن اتحدث في مقال قصير عن كل مآثرك وما قدمته لمجتمعك من خدمات في المجال الاقتصادي التنموي أو السياسي والاجتماعي وأعمال البر والخير. ولكني سأركز على صفة من صفاتك الحميدة، وهي القدرة على اطفاء الحرائق، أي اطفاء نار الفتنة قبل أن تنشب. وهي من الصفات التي لا يتصف بها إلا أفاضل الناس. وعندما تعرضت الكويت لبعض المشاكل قبل سنوات حينما أراد البعض ارباك الدولة لتحقيق مصالحهم. ولولا جهود الطيبين أمثالك لكان مآل الكويت ما لايتمناه أي محب لهذا البلد. فإلى رحمة الله يا أبا عبد المحسن.
عبد المحسن حمادة D_hamadah@hotmail.comا |